الوطن 'القطرية' ترد على الوطن 'الكويتية'
زاوية الكتابكتب مارس 5, 2012, 9:01 ص 12642 مشاهدات 0
التزاماً من بنشر الرأي والرأي الآخر، وبما أننا نشرنا افتتاحية الوطن الكويتية بالأمس، فإننا نقوم بنشر رد جريدة الوطن القطرية اليوم، وسنكتفي بهذا القدر دون نقل المزيد من المساجلات بين الجريدتين في حال نشرها مستقبلاً :-
والمقال كما جاء في جريدة الوطن القطرية
«... إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوم بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين» (صدق الله العظيم).
بهذه الآية القرآنية الكريمة نبدأ تعليقنا على تعقيب جريدة «الوطن» الكويتية لعلها تدرك أنها اندفعت دون تحري الدقة والمهنية في قضية الشاب القطري علي راشد صبيح المري المحتجز لدى السلطات الكويتية، بعد حادث مشاجرة ودهس، حيث مازالت القضية في أروقة مراكز الشرطة والنيابة العامة.
وإذا كانت «الوطن» الكويتية في افتتاحية ردها الذي تصدر الصفحة وانطلق من قمة رأسها إلى أخمص قدميها تقول إنها تفاجأت بردة فعل الوطن القطرية.. فإننا نؤكد لها أننا على النقيض تماما لم نفاجأ بنهجها ولا بأسلوبها في الهجوم وتزييف الحقائق لخمسة أيام متواصلة قبل أن نتدخل ونوضح موقف المواطن القطري الذي تعرضت سمعته وأخلاقه للإهانة بسبب ما تم تداوله عنه في جريدة يُفترض أنها محترمة لقواعدها التحريرية وأخلاقياتها المهنية، بفتح المجال أمام الرأي والرأي الآخر.. وليس التركيز على طرف وتجاهل الطرف الآخر!
حيث إنها لم تبادر إلى إعطاء المواطن القطري حقه ولم تلتفت له إلا بعد زيارة رئيس التحرير المسؤول الأستاذ أحمد بن عبدالله السليطي للكويت صباح أمس وطلبه منهم التعاون والمشاركة في هذه التغطية للوقوف على أبعاد القضية من وجهة نظر منطقية وموضوعية.
ونحن بدورنا نشكرهم على إرسالهم مصورا لتغطية زيارة رئيس التحرير.
ورغم أننا في مقال «الفتن» في جريدة «العفن» الكويتية.. المنشور يوم الخميس الماضي لم نسم الصحيفة باسمها إلا أنها استشعرت أنها المعنية بالأمر انطلاقا من المثل المعروف «اللي على راسه بطحة يحسس عليها»!
وإذا كان هناك لَبْس في فهم ما طرحناه من وجود عفن في جريدة «الوطن».. فعليهم الرجوع إلى أرشيفهم وخاصة مقالات الكاتبين «البيسري» و«الطبل» وما يبثانه من سموم وإساءات متكررة عن قطر ورموزها.. ونحن ننأى دائما بأنفسنا عن النزول إلى مستوى هذا الطرح المنحط!
وقبل أن نعلّق على معلّقة «الوطن» نؤكد ونجدد التهاني إلى دولة الكويت وقيادتها وشعبها فردا فردا بمناسبة العيد الوطني والتحرير وندعو الله صادقين أن يحفظها من كل شر ومكروه ويكتب لها ولأهلها دوام التفوق والازدهار والأمن والأمان.
وما نكتبه اليوم إنما هو موجه لأفراد يعدون على أصابع اليد بعضهم مندسون في وسائل إعلامية وبعضهم للأسف وصل لقبة البرلمان، هؤلاء «فاحت ريحتهم» من كثرة تطاولهم وإساءاتهم دون أن نعرف أسبابا تحملهم على كل ذلك الترصد والتربص وتحيّن الفرص وكأن هناك ثأرا أو من يشعل الشرار، أو يوقد النار، مع العلم أن الكويت وقطر قريبتان جدا من بعضهما البعض على مختلف المستويات وتحديدا الجانب الاجتماعي والشعبي.
و«الوطن» الكويتية كانت، وحتى فترة قريبة، جريدة مميزة قبل أن تتحول في السنوات الأخيرة إلى أداة سياسية أو حطب دامة يحركها أصحاب المصالح والمنافع تارة من الوزارة وتارة من الإسطبل!!
وبالتالي فإن خلافنا معها حول نوايا بعض كتابها سواء نبيل الطبل «صاحب الصوت العالي ومن الداخل خالي». أو الكاتب «البيسري» الذي يبول من فمه كما وصفه أحد الأقلام الصادقة، كما أنها تختار أوقاتا معينة لتنفيذ غارات صحفية على قطر دون أن نفهم مسبباتها أو أهدافها إلا إذا كانوا «معازيب» الصحيفة يريدون ذلك ولهم أغراضهم وأمراضهم!!
وفيما يلي نرد على نقاط «الوطن» الكويتية بـ «الموضوعية والمصداقية».
أولا: الزج باسم قبيلة آل مرة الكريمة في ردكم الهزيل والمضحك يؤكد لنا بما لا يدع مجالا للشك أن صحيفتكم قد أصابها «العفن» من محاولاتها المستمرة للنخر في الجسد الكويتي، والآن «القطري» من نافذة «القبلية» وقبلها «الطائفية» وبعدها «العنصرية» كسياسة واضحة ومنهجية بارزة تمثل استراتيجيتكم التحريرية على مدار السنوات الماضية!
فنحن في الوطن تطرقنا للموضوع تحت عنوان «المواطن القطري» دون أن نذكر اسمه أو عمره أو صفته أو طائفته، لأن ما يهمنا هو أنه «قطري»، ونحن بدورنا ندافع عن قضايا المواطنين في الداخل والخارج، لكن ولأن - كل إناء بما فيه ينضح - فقد فاحت رائحة القبلية التي تلعبون على أوتارها كل صباح في ردكم المنسجم مع هويتكم التي تعتمد إثارة الفتن وملاحقة ما ظهر منها وما بطن!
لكن فات على الزميلة المحترفة - والمنحرفة - عن جادة الصواب، أن المجتمع القطري ليس من ملاعبها، ولن تستطيع أن تمارس فيه ألاعيبها، لأن الله سبحانه وتعالى مَنَّ عليه بقيادة صالحة زرعت المحبة والوفاء بين جميع فئات المجتمع وحققت لهم العدالة والأمن والأمان فالتصقوا بها أكثر، ولن يستطيع كائن من كان أن يفك هذا الالتحام الوطني بين قيادة واعية وشعب وفي.
وقد حاولتم في السابق عبر «زمرة» من كُتاب المزاج أن «تعكروا» صفو العلاقة القطرية - الكويتية الضاربة في جذور التاريخ وادعيتم الكثير من القصص الكاذبة والمقالات الهادمة والرسومات التافهة، وكنا في كل مرة نتحمل «الضيم» ونسكت - ليس خوفا من مواجهة أقلام الفتنة - بل احتراما وتقديرا لأهل الكويت الذين نعدهم «أهلنا» ونعلم أنهم مبتلون بهؤلاء «المأجورين» الذين يعملون لأجنداتهم الشخصية وحساباتهم المصرفية..!
هؤلاء.. إذا فكروا مجددا في اختراق الصف القطري المتماسك عليهم أن يدركوا أنهم مقبلون على مباراة خاسرة قادها من قبل من هم أكثر منهم عددا وعتادا ورجعوا يجرون أذيال الخيبة والفشل..!
فمجتمعنا القطري بجميع مكوناته وفئاته متداخل في نسيج واحد ويشكل لوحة وطنية زاهية لا تشوهها بقع القبلية ولا الطائفية.
ثانيا: نعم نؤكد ونجدد القول بأن الكويت دولة قانون وثقتنا في قضائها بلا حدود، ولم نشكك في هذه الناحية أبداً، لكن انتقدنا التصعيد الإعلامي وكأن الطرف الثاني من أستراليا أو أميركا اللاتينية وليس مواطنا من دولة جارة تجمعكم معها كل أواصر المحبة والقربى والحسب والنسب.
ثالثا: متأكدون أنه إذا كان للشاب القطري أو الكويتي أي حقوق فإنه سيأخذها كاملة، وما كتبتموه في هذه النقطة ينطبق عليكم وسنعيد نشره تعميما للفائدة وانطلاقا من قاعدة: «التكرار يعلم»! (هذا ما يجب أن يفهمه أي نافخ في كير الفتنة والتضليل ظنا منه أن هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق مآربه ورغباته)!!
رابعا: نتفق معكم في هذه الجزئية التي تقول إن الحقيقة لن تؤخذ من «الوطن» الكويتية ولا القطرية بل من الشهود وأطراف القضية وبالتالي فإنه لا جدوى من انحيازكم مع الطرف الكويتي وتصوير القطري على أنه مستهتر وقليل تربية، لأن في هذا تأجيجا للمشاعر ولن يفيد القضية في شيء!
خامسا: تقولون إن ما نشرتموه في «الوطن» ليس فيه أي تجن أو ظلم أو تقصد بل مجرد نقل خبري لحادثة وقعت ثم نقل لتعليق نائب عليها، ثم تصريح محامية الكويتي ثم حوارات مع أهله وذويه!
ونحن نقول لـ «الوطن» الكويتية: هل هذه هي المهنية؟ وهل هذه هي العدالة والتوازن في نقل القضية ولماذا تبنيتم طرفا واحدا من محاميته إلى نائب متهور وصولا لأهله وذويه فيما لم نسمع كلمة واحدة للشاب القطري ولا لمحاميه ولا لأي مسؤول من السفارة!
حتى عندما قام المحامي خالد العويهان بتوزيع بيان على وسائل الإعلام نقلته الصحف الأمينة، ووصلنا هنا في قطر رغم بعد المسافة، فيما «الوطن» الكويتية على بعد كيلومترات من القضية «ما شافت البيان ولا سمعت عنه»!
ولولا أنكم استشعرتم الحرج المهني لما قام رئيس تحريركم مشكورا بعدما نشر الموضوع في عدد الخميس بالاتصال بشقيق الشاب القطري ليعلن له أن صحيفته مستعدة لسماع أقواله أو من ينوب عنه وبمساحات واسعة في محاولة لـ «ترقيع الموقف»!
ونحن نشكره على هذه الخطوة المهنية وإن جاءت متأخرة.. فإن تصل متأخرا خير من ألا تصل!
سادسا: تقول إننا استمرأنا وبكل سهولة اتهام كويتي بالسكر رغم عدم وجود أدلة أو فحوصات تثبت ذلك.
ونقول إن المحضر المنشور والمنتشر مكتوب فيه حرفيا إن رائحة الخمر كانت تفوح من فمه وبإمكانكم الاطلاع عليه.. كما أن بإمكاننا تزويدكم بنسخة منه!
ولكن ألم تستمرئوا اتهام القطري سواء عبر محامية أو نائب بأخلاق هذا الشاب، وكيف لكم أن روجتم لأقاويل وأوصاف لما حدث كعمل إجرامي وقليل التربية.. والقضية ما زالت في مرحلة التحقيقات وجمع المعلومات.. هل أنتم أو من تحدثوا يملكون مصباحا سحريا أو يقرأون الكف.. حتى يعرفوا كل هذه التفاصيل قبل القضاء ومراكز الشرطة!
سابعا: نتمنى للمواطن القطري الخروج من هذه القضية بسلام كما نتمنى للشاب الكويتي العودة لأهله وذويه سالما وغانما.
كما نأمل لـ «الوطن» الكويتية الشفاء العاجل من داء البغض والكراهية حتى لو اضطرها الأمر لعرض حالتها على مصحات نفسية!
ثامنا: تقول الصحيفة الكويتية: (الأسلوب «الشوارعي» الذي انحدرت إليه صحيفة الوطن القطرية لا يمكن لنا أن ننحدر مثله)!
هذه الفقرة هي الأكثر كوميدية في الرد الضعيف ولن نقول السخيف.
مع كامل الاعتذار لقرائنا على ورود مثل هذه المصطلحات.
جريدة لا تخلو صفحاتها ومقالاتها يوميا من مصطلحات من هذا النوع: «العضو الوقافي ـ النائب الانبطاحي ـ ناكح إيده بالشيكات ـ جلسة «هيلقية» ـ طز فيكم ـ الكلاب ـ الصمود بالكلاسين»!!
جريدة تنشر هذه الكلمات في صفحاتها وتحتل مساحاتها تتحدث عن الذرابة واللباقة.. «علّموا أنفسكم» ونظفوا صفحاتكم وقبلها أفكاركم.. لأن من يقرأ هذه الكلمات المقززة فسيكون محتارا في التعرف على أسلوبكم.. وهل هو «شوارعي» أم «رقص شرقي»؟!
ختاما..
إذا كانت «الوطن» الكويتية تطلب في ختام كلمتها ألا يزايد على مهنيتها أو وطنيتها أو شفافيتها أحد، فنحن نطلب منها الآن وعلى الهواء مباشرة، أن تكشف لنا في أقرب فرصة تفاصيل قضية «الناقلات» التي أطاحت بوزير النفط الأسبق حتى يطلع الشارع الكويتي على هذا الملف الخطير والمحفوظ في أدراج سرية في أرشيف الجريدة الكويتية!!
وإذا كانت لا تملك الجرأة ولا الشفافية، فلتلتزم الصمت وتعرف حدودها قبل أن تتخيل نفسها جامعة إعلامية تعطي دروسا للآخرين. لأنه لن يكون من المقبول ولا المعقول أن يأتي شخص «مختلس» ويدعي «الأمانة» ثم يوجه النصائح للآخرين ويعلمهم الأخلاق! لن يصدقه أحد.. ولن يقبله إلا من هو مثله!
تعليقات