د.وائل الحساوي يهنئ إيران بأتباعها المخلصين الرافضين لوحدة الخليج

زاوية الكتاب

كتب 1040 مشاهدات 0


الراى نسمات / يا دول الخليج... إياكم أن تتحدوا!! قطعت دول مجلس التعاون الخليجي مسيرة طويلة امتدت 30 عاما في اطار وحدة كونفيديرالية، وهي اضعف مراحل الوحدة بين الدول، حيث تكتفي بالتنسيق العام والتعاون في الامور المشتركة بينها، بينما تبقى الانظمة على ما هي عليه، وشعرت الشعوب الخليجية بالغضب من عدم اكمال مرحلة الاندماج الكلي بين دولها وان تخطو خطوة اكبر من ذلك الاتحاد الكونفيديرالي الهش، فما كان من خادم الحرمين الشريفين في افتتاح قمة قادة الخليج الا ان ترجم طموح الشعوب الخليجية ورغبتهاف في دعوته الى «تجاوز مرحلة التعاون الى مرحلة الاتحاد في كيان واحد يحقق الخير ويدفع الشر» وهو ما اضفى طابعا من الارتياح والابتهاج لدى شعوب المنطقة بأن هنالك شيئا في الطريق سيتخطى مرحلة التعاون. ولم تأت دعوة خادم الحرمين الشريفين من فراغ بل انه استشعر حجم التهديد الذي تمثله الاطماع الايرانية في منطقتنا والذي تخطى الكلام الى التهديد بالغزو وزرع الشبكات التجسسية ومحاولة التدخل في شؤون دول الخليج بكل وسيلة ممكنة، فبعدما ابتلعت ايران العراق وراحت توجهها نحو معاداة جيرانها، وبعدما كادت تغزو البحرين متذرعة بالدفاع عن المعارضين فيها وبعدما انشأت كيانا غريبا داخل اليمن يسعى لتحويل اليمن الى ايران اخرى وبعدما زلزلت اركان لبنان وزرعت فيه حزبا ايرانيا هدفه احتلال لبنان ودعمت النظام السوري الدموي لكي يصفي شعبه، بعدما قامت ايران بجميع تلك التدخلات وسلّحت نفسها بأسلحة قوية ومدمرة وتطور عسكري وسعي نحو انتاج القنبلة النووية، بعد ذلك كله ادرك خادم الحرمين الشريفين واشقاؤه حكام دول الخليج بأن المسألة هي مسألة وقت قبل ان تسعى ايران لابتلاعهم وان التعويل على الدعم الغربي لهم هو اشبه بالتعلق بأهداب السحاب، فما كان منه إلا ان دعا اخوانه الى تدارك انفسهم عن طريق توحيد صفوفهم والى تخطي مرحلة الاحلام الوردية والاستيقاظ من سباتهم عن طريق التحول الى كيان واحد، فهذه هي اللغة الوحيدة التي يفهمها العالم لا سيما ايران. اتباع ايران في بلدان الخليج هالهم ان يروا هذا التحول يجري على ارض الواقع وان يتبدد الحلم الايراني الذي قارب على تحقيق اهدافه، فراحوا يصرحون برفضهم انضمام الكويت الى الكونفيديرالية الخليجية بحجة ان ذلك يتنافى مع المادة الاولى من الدستور الكويتي التي تنص على ان الكويت دولة مستقلة ذات سيادة كاملة، وبحجة ان هذا الانضمام ينافي طبيعة النظام الديموقراطي في الكويت، وينافي ثقافة وطبيعة وعادات واخلاق اهل الكويت. لا أملك ردا على تلك الشبهات المتهالكة عقلا ومنطقا ووطنية ودينا إلا ان اردد قول الشاعر المتنبي: وليس يصح في الاذهان شيء اذا احتاج النهار الى دليل وهنيئا لإيران اولئك الاتباع المخلصين!! د. وائل الحساوي

تعليقات

اكتب تعليقك