عن سياسية إدارة الصراع في الحالة الكويتية- يكتب أنور الرشيد، ويراها خطرة ومدمرة ؟!
زاوية الكتابكتب سبتمبر 21, 2011, 10:11 ص 2085 مشاهدات 0
سياستكم تدمرنا يا جماعة الخير
المتابع للحالة الكويتية و الصراع الدائم و الذي أصبح مزمن على ما يبدو ، يخلص لنتيجة واحده مؤداها بأن أدارة الصراع بهذه العقلية على أدارة الدولة ستدمر المجتمع الكويتي بكل تأكيد ، هذه هي الحقيقة التي يجب أن يعرفها أهل الكويت ، فهي لم تعد خافية على أحد و لم تعد أصلا مجدية في مثل هذه الظروف المتغيرة و المتطورة ، العقلية التي يدار بها هذا الصراع المزمن غير قادرة على التواكب و التطور مع المستجدات فهي بالنهاية أصبحت تشكل خطر على مستقبل البلد ، فأن كانت منهجية أدارة الصراع نجحت قبل مائة سنة أو حتى قبل خمسين أو خمسة و عشرين سنة ليس هناك ما يؤكد استمرار نجاحها اليوم لا بل أن الواقع و معطياته تؤكد فشل هذه المنهجية و العقلية ، أن أتباع منهجية ما قد تكون صالحة في زمن و لكنها بالتأكيد لن تكون صالحة في زمن أخر ، فاليوم الكويت تتعرض لخطر حقيقي خطر يهدد حاضر و مستقبل أجياله الحاضرة و المستقبلية نتيجة للسياسات المدمرة التي يتبعونا في أدارة الدولة فتأليب الحضر على البدو أو تأليب الشيعة على السنة أو محاولات ضرب التيارات السياسية ببعضها أو تقريب فلان و إقصاء علان كلها سياسات لم تعد خافية على المراقبين حتى أن الأوضاع وصلت بالأمور لحد يقترب من الانفجار و لكي يتفادوا الانفجار يبادروا بإرسال من يهدي الأمور متناسين بأن هذه التأليبات تستقر بوجدان التاريخ و تسجل بصفحاته و تستدعى عندما يستفز التاريخ مرة أخرى ، و التجربة خير برهان و دليل ، خلال السنة الماضية و نتيجة لاستمرار الصراع يأتيك أحدهم و يطلب لقاء المعنيين بالأمر و يقول سأتواجد في ديوانكم العامر و علي العشاء و يتحدث معهم بلغة و كأنه غير راضي عما يحدث و يحمل البعض المسؤولية و يمتص الغضب الكامن بالنفوس ومن ثم تهدأ و تنتظر حتى تنصلح الأوضاع و تهدأ الأوضاع لكنها بالنهاية تي تي كما روحتي جيتي يا تيتي لا طبنا و لا غدا شرنا ، و نرجع مرة أخرى إلى نفس الدوامة و يرسلون لك مبعوث أخر و هلم جر دواليك ، هكذا اتضحت اللعبة التي تمارس على الجميع و هم في هذه الأثناء يعملون الذي يريدونه بكل بساطة من اختراق للقانون و تجاوز على الأعراف و كسر قواعد و استخدام نفوذ و تقديم رشاوى و غيرها من أمور كلنا نعرفها و ندركها ، و عندما تتصاعد الأمور لدرجة لم يعد بها أمر إرسال المبعوثين قادرة على أقناع المعنيين بالتهدئة تبدأ المرحلة الثانية و هي الإغراءات المادية و فتح المجال للعطايا و تسليك أمور و دهان سير و شراء ولاءات و تخريب ضمائر و استخدام كل الوسائل المتاحة و غير المتاحة لتخريب العلاقات و افتعال أزمات و خلق قلق بالغ و تظليم و تعتيم المستقبل و بالنهاية إلقاء اللوم على البطانة تارة و المستشارين تارة أخرى و الخروج علينا بخطابات ما أنزل الله بها من سلطان معادة و مكررة نحن نعيش ببحر متلاطم الأمواج وأن أعداء الكويت يتربصون بها و الوضع الإقليمي و الوضع الدولي و دعونا نعالج أمورنا بالحكمة و لا أن جاء دور فقرة تطبيق القانون يقول لك أن تطبيق القانون سوف يكون على الكبير قبل الصغير و الكل سواسية أمام القانون أي هين علينا بعد أشوف أحيل فاسد واحد إلى النيابة ، ويكمل إننا سوف نعالج المشكلة الاقتصادية ، ما اعرف هذه المشكلة التي نسمع عنها من سبعينيات القرن الماضي و صرف عليها المليارات و إلى الآن يتحدثون عن مشكلة اقتصادية علينا غلولوش بعد ، أليس هذا هو حالنا في الكويت ؟! نعم بالضبط هذا ما يحصل اليوم على أرض الواقع الكويتية و هذه هي حال مجتمعنا الكويتي وما يمر به اليوم ، فالمؤكد أن أرصدتهم المليارية بالخارج و لما تحج الحجة و يأتي وقت مواجهة الحقيقة و الواقع تجدهم أول من يغادر للمرابع الأوربية تاركين هؤلاء المساكين الذين صدقوهم بأنهم حريصين على مستقبلهم يلطمون حظهم و يلعنون اليوم الذي كانوا يرون به المستقبل يدمر أمامهم و سكتوا ، نأسف يا سادة على وصولنا لهذه القناعة فهي الحقيقة التي يجب أن نواجهها و هي التي تفسر لنا كل هذا الكم الهائل من الفساد و تخريب الذمم و تقريب المنافقين و استبعاد الأخيار ، و أقولها بالنهاية ناصحا سياستكم تدمرنا يا جماعة الخير و لم نعد نتحمل أكثر من ذلك.
أنور الرشيد
تعليقات