يوسف المباركي مخاطبا المحمد: يا سمو الرئيس، ست سنوات عجاف لم نر شيئاً، لا تنمية، ولا مشاريع، ولا اقتصاد
زاوية الكتابكتب سبتمبر 21, 2011, 9:56 ص 1222 مشاهدات 0
لماذا نزل الشباب إلى الشارع؟!
كتب يوسف مبارك المباركي :
أتساءل: لماذا نزل هؤلاء الشباب إلى الشارع؟ من الذي دفعهم إلى النزول؟ أليست السلطة هي التي جعلت كلاًّ من هؤلاء الشباب بدلاً من أن يحلم بمستقبل زاهر - كما درس وسمع - أصبح يومياً يقرأ ويسمع عن فساد وإفساد ذمم ورشى تدفع ذات اليمين وذات الشمال، مرة بالمال ومرة بالعلاج في الخارج، ومرة بالمناقصات والتعيينات كلها من دون وجه حق؟ والمحتاج يجب عليه أن يتوسّل إلى هذا النائب المرتشي كي يرضى عنه، ويتفضل عليه من فتات أموال الشعب حتى يحصل على حقه! إنها موازين مقلوبة، والحكومة عاجزة فاشلة اعتقدت أنها ضمنت صحفاً وقنوات دعمتها بشكل مباشر أو غير مباشر، وضمنت أغلبية استمالتها بواسطة المال العام، اعتقدت بذلك أنها ضمنت الكرسي. أما الأغلبية الصامتة التي تطحن يومياً، فتكفيها زيادة عشوائية. نحن لا نريد شيئاً من النواب، نريد من الحكومة، لأنها بنص الدستور هي التي تدير البلد وليس المجلس، وما المجلس إلا ليراقب ويشرّع، فإذا دارت لعبة المال نكبّر عليه أربع تكبيرات، ونقيم عليه صلاة الجنازة! ويأتي اللوم على الشعب.. فأنتم اخترتم هؤلاء النواب، فآخر ثلاثة مجالس (2006، 2008، 2009) مدة الاختيار لا تتجاوز 60 يوماً حتى لو تبحث عن بديل لا تجده. أضف إليه دور التدخل بالمال السياسي والتأثير فيه، لا نضحك على أنفسنا، إنها مجالس تعتبر مفروضة علينا في بعض أعضائها، اضف إليها صراع أجنحة الأسرة، والذي أنهكها، والضحية هو الشعب والكويت!
يا سمو الرئيس.. عندك الأغلبية تحركها كيفما تشاء، تغيبهم وتحضرهم وفق الحاجة، أما للكويت وأهلها حق عليك بأن تنجز لهم قوانين، وتنشئ لهم جامعات ومستشفيات وطرقاً، كما هو موجود في سويسرا؟! وانك من المعجبين بها! فأولى مراحل الإبداع هي التقليد، فإذا كنت بالسيارة أو المقهى، ألم تشاهد كيف تقلم الأشجار وهذه الساحات النظيفة في جنيف، بأن تحول الكويت من شمالها إلى جنوبها لأفضل دولة وأنقى بيئة في العالم بحكم الوفرة المالية؟ إنه «القرار» ماذا ينقصنا؟! فسموك صاحب القرار، وحولك رجال أشداء ومستشارون مخلصون لا منتفعون!
ست سنوات عجاف لم نر شيئاً يا أبا صباح، وإنما «حبر على ورق»، لا تنمية، ولا مشاريع، ولا اقتصاد، العالم كله يتداعى اليوم، تحسباً لأزمة اقتصادية عالمية جديدة، وحتى اليوم لم تعالج الأولى، لأن الاقتصاد آخر الأولويات، وإنما تم اختزاله برهط قليل، اعتقاداً منك بأنهم هم عصب الاقتصاد، حيث تم تحطيم الطبقة الوسطى، وهي أهم طبقة في المجتمع بفعل السياسات العرجاء. من أجل ذلك نزل هؤلاء الشباب والشابات ينشدون التغيير، اقرأوا الساحة جيداً، ولا تنفعك مشورة «ما عليك منهم يا طويل العمر»، فالمستشارون أول الهاربين عند ساعة الصفر. نحن لا نريد إلا أسرة الصباح الكرام وفق نص المادة 4، وعليكم أيضاً الاحتكام والالتزام بالمادة 6 «الأمة هي مصدر السلطات جميعاً»، بموجب دستورنا الذي ارتجيناه عام 1962.
«اللهم احفظ الكويت وشعبها ودستورها من كل مكروه، اللهم ارزق ولاة أمورنا البطانة الصالحة، تحث على الخير حثاً».
يوسف مبارك المباركي
تعليقات