كتابُ الله الآخَرُ: القرآن بين التاريخ والأيديولوجيا.. بقلم : د. علي بن تميم

فن وثقافة

الآن 1002 مشاهدات 0


‏في هذا الكتاب، الصادر قبل أيام عن دار نشر جامعة كاليفورنيا في 248 صفحة، يُقدِّم محمد سلامة، أستاذ اللغة العربية والدراسات القرآنية والعميد المشارك لشؤون أعضاء هيئة التدريس في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة جورج ميسون الأمريكية،  نقداً للطرق التي ندرس بها الإسلامَ في نصَّه المقدسَ ونتناولهما بالتحليل.
‏ومن خلال استقصائه الإطار الأيديولوجي للعصور القديمة المتأخرة، يكشف المؤلف عن الفرضيات الخفية التي تمنع الباحثين من وضع الإسلام في بيئته الاجتماعية والتاريخية والثقافية. ويقدِّم المؤلف نموذجاً نظرياً وعمليّاً بديلاً ينصبُّ تركيزه على الإنتاج الثقافي العربي قبل الإسلام.

‏وبالتركيز على المجتمع العربي الأصيل في منطقة الحجاز في القرن السابع الهجري، يوضح سلامة كيف أدى القرآن دوراً محوريّاً في التعليق على قضايا العرق والأخلاق وقواعد اللباس والعادات الاجتماعية والتفاعل معها والانحياز إليها.
‏وقد هيمنت على مجال الدراسات القرآنية الحجج التي تدعو إلى وضع القرآن في سياقٍ أوسع من العصور القديمة، وفي هذا الكتاب، الذي يضمُّ مادة غزيرة وحججاً كثيرة، يُقدِّم سلامة مداخلة بالغة الأهمية في ميدان الدراسات القرآنية، ويؤكد “عروبة” القرآن المحضة. ويرى أنه لا يمكن للمرء أن يفهم القرآن فهماً سليماً – ويستوعب التأثير الذي أحدثه بين أوائل الذين تعرَّضوا له – إلا بفهم البيئة العربية في ذلك الوقت، وقراءة الشعر قبل الإسلام والثقافة التي يُعدُّ هذا الشعر شاهداً عليها.

‏يُعدُّ هذا الكتاب مداخلةً ظهرت في الوقت المناسب في مجال الدراسات القرآنية؛ إذ يستقصي الجوانب المسكوت عنها في الدراسات الأكاديمية للقرآن الكريم والافتراضات ذات الصلة بها ونتائجها. وبوصفه أول تحليل لحقبة ما بعد الاستعمار في هذا المجال، مِن قِبَل متخصصٍ في تاريخ الأدب العربي، سيمسي هذا الكتاب عمدةً في دراسات القرآن.

*أديب وناقد وكاتب إماراتي

تعليقات

اكتب تعليقك