ناصر المطيري يكتب.. كلمات على أبواب المدارس

زاوية الكتاب

كتب ناصر المطيري 3945 مشاهدات 0

ناصر المطيري

النهار

خارج التغطيةكلمات على أبواب المدارس

ناصر المطيري


لعله من المناسب مع بداية العام الدراسي في جميع مراحله أن نتلمس مواطن الخلل والقصور في العملية التعليمية ونبحث عن سبل الارتقاء بالتعليم باعتباره حجر الأساس في أي تنمية أو تطوير في البلاد.

إنّ إصلاح منظومة التربية والتعليم من القضايا الرئيسة التي تؤرق بال المسؤولين الحكوميين في شتى أنحاء المعمورة إيمانا منهم بأن استثمار رأس المال البشري يعد الدعامة الأساسية لكل نهضة اقتصادية واجتماعية وتنمية مجتمعية مستدامة، غير أن إصلاح التعليم يحتاج إلى نظرة شمولية تهم الجوانب والمجالات كافة، لهذا اختارت بعض الدول الرائدة في مجال التعليم اعتماد نظام الجودة في إصلاح منظوماتها التربوية، ونظام الجودة يرتكز على مجموعة معايير أهمها جودة المناهج وجودة البنية التحتية وكفاءة الأطر والهياكل التربوية والادارية، والتحسين المستمر للنظام التعليمي ثم نتائج التحصيل الدراسي.

وبالنظر لواقع نظامنا التعليمي في الكويت -وربما ينطبق الأمر على كثير من نظم التعليم في باقي الدول العربية- نجد أننا نفتقر لوجود الجودة في التعليم، فعلى الرغم مما يصرف على التعليم من ميزانيات ضخمة إلا أن المخرجات التعليمية في تراجع مستمر في مستوى التحصيل والكفاءة لأن التعليم يسير وفق رؤى متباينة وغير مستقرة وبعيدة عن التفاعل مع تطورات العالم.. المناهج تتغير باستمرار ووسائل التقييم غير ثابتة والبنى التحتية تعاني من الخلل والقصور، ومستوى الهيئة التعليمية يتدنى.

من الواجب وضع فلسفة جديدة ورؤية عملية تحقق البناء الفكري للإنسان وتلبي متطلبات العصر وتشجع على التفكير الخلاق وتجعل من التعليم قاعدة لبناء الفرد أولاً ومن ثم الدولة.

وهذا الهدف لا يتحقق إلا بأن تقوم فلسفة التعليم على اعتبار الطالب اغلى ثروة للبلاد، لذلك على الدولة ان تفكر جدياً باحتواء المميزين والانفاق عليهم بمدارس داخلية متطورة في كل محافظة كما عليها ايضاً تقويم سلوك السيئين بذات النظام. كما يجب اعتبار وظيفة المعلم أهم وظيفة بالدولة وذلك من خلال توفير برامج تطوير وتأهيل للمعلمين وقبل ذلك التركيز على حسن اختيار المعلمين، ونبذ الأسلوب الحالي الذي يركز على اختيار معلمين عرب من جنسية واحدة ثبت تراجع بعضهم في المستوى والأداء.

من المهم أيضاً خلق تفاعل حقيقي بين المدرسة والبيت والاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي في ربط المعلمين بأولياء الأمور بشكل فعلي.

وعلى العموم فإن النهضة بالنظام التعليمي وانتشاله من انتكاسته الحالية لا تعالجه حلول فردية أو جزئية هنا وهناك وإنما هي خطة استراتيجية شاملة وفاعلة تضع نقاط الإصلاح الجادة على حروف العملية التعليمية.

تعليقات

اكتب تعليقك