إيران أصبحت الصديق المقرب لأوباما.. هذا ما يراه وائل الحساوي
زاوية الكتابكتب مارس 20, 2016, 12:37 ص 530 مشاهدات 0
الراي
نسمات - ومهما تكن عند امرئ من خليقة!
د. وائل الحساوي
تحدث «جيفري غولد برج» طويلاً عن «عقيدة أوباما» في مجلة النيويوركر الأميركية وحلّل شخصيته، ومما ذكره هو ان عقيدة أوباما تتركز في انه لا يؤمن بان الرئيس الأميركي يجب ألا يعرض الجنود الاميركان للمخاطر من اجل تجنب حدوث مآسٍ إنسانية في العالم ما لم تؤثر تلك المآسي على الأمن القومي الأميركي.
ويضيف غولدبرج بان أوباما يتبنى النظرة الواقعية في سياسته الخارجية، وهو من أشد المعجبين بالرئيس الأسبق جورج بوش (الأب) ومسؤول الأمن القومي في عهده (برنت شوا سكوكروفت)، وعندما كان أوباما يكتب وثيقة ترشيحه للانتخابات نصحته (سوزان رايس) والتي أصبحت بعدها مستشارة للأمن القومي، نصحته بأن يضمن وثيقته مدحا لبيل كلينتون على سياسته الخارجية لكي يحقق التوازن!
عندما تولى أوباما الرئاسة - برأي غولدبرج - كان يعتقد بان هنالك عدداً محدوداً من التهديدات في الشرق الاوسط تستحق التدخل العسكري الأميركي، وهي تهديد تنظيم القاعدة، والتهديدات التي تمس أمن اسرائيل، ومنها التهديد النووي الايراني، اما تهديد نظام الاسد فلا يمثل اي تحدٍ لأوباما !
إذاً فقد حقق أوباما طموحاته وقد لاحق تنظيم القاعدة في كل مكان وتسبب في دمار شامل لعناصره، وقد اعطى لإسرائيل اليد العليا في الشرق الأوسط ولم يجرؤ على انتقادها في ما تفعله بالفلسطينيين حتى عندما قامت بالقتل الممنهج للشباب الفلسطيني بأدنى الشبهات !
أما إيران فقد أصبحت الصديق المقرب لأوباما عندما تخلت طوعا عن ترسانتها النووية من أجل إرضاء أوباما!
عندما استيقظت دول الخليج من سباتها العميق وادركت حجم الدمار الذي لحق بالامة العربية بسبب غفلتها، وشعرت بواجبها الاخلاقي تجاه الامة الاسلامية لاسيما تجاه اليمن وسورية، وقررت التحرك، برزت حينها عقيدة أوباما في ابهى صورها، فلم يجد غير السعودية ليصب عليها جام غضبه وليتهمها بأنها وراء التطرف في المنطقة متناسياً العلاقات الأميركية - السعودية الطيبة طوال تسعين عاما، ومدافعا عن إيران التي فجرت الأمن والاستقرار في المنطقة، وراحت تتفنن في احائلة المؤامرات والدسائس في بلداننا، بل وهي من تبنى فلول تنظيم القاعدة في بلادها بعدما هربوا من افغانستان ووفرت لهم الملاذ الآمن!
وكيف ينسى أوباما فضل إيران على الولايات المتحدة وهي التي ساهمت في اسقاط حكم الطالبان العام 2001، وهي التي ساعدت على غزو العراق وإخضاعه لحكمها والقضاء على المقاومة؟!
المنافسة مع إيران!
يقول أوباما في مقابلته إن المنافسة بين السعوديين والايرانيين غدت حروبا بالوكالة وفوضى في سورية والعراق واليمن، فهل يقول مثل ذلك الكلام انسان عاقل يدرك ابسط الامور في العالم، وهل يمكن مقارنة (دول الشر) بحسب تعبير الرؤساء الأميركان والتي احتلت اربع دول عربية - بحسب ما يتفاخر به زعماؤهم - بدول لم تجد سبيلا غير التصدي للعدوان والدفاع عن نفسها؟! ام ان ما قاله الامير تركي الفيصل في مقاله الذي رد به على أوباما يمثل الواقع الذي اغضب أوباما عندما ذكّره بضرب الملك عبد الله - رحمه الله - على الطاولة وقوله لأوباما: لن يكون هنالك خط أحمر آخر!
وما قصة الغضب على اندونيسيا التي يتهم أوباما السعودية بتحويلها الى دولة أكثر عروبة مما كانت عليه؟
فهل اغضب أوباما الذي ينتمي إلى عائلة من اندونيسيا تمسك الشعب الاندونيسي بإسلامه ورفضه للوصاية الغربية عليه؟
إن الذي نؤمن به حقا هو ان الادارة اليهودية في الولايات المتحدة الأميركية قد أحسنت اختيار الرجل الذي يمثل لهم صورة المتعاطف مع الاسلام بينما يحمل جميع عقائدهم وأفكارهم، ذلك الرجل الذي لا يبالي بقتل نصف مليون سوري وهدم بلادهم على رؤوسهم ما دام الكيان الصهيوني لم يمسه سوء!
تعليقات