الكويت تستنجد بالكويت !

زاوية الكتاب

زايد الزيد يقترح تبرع صندوق التنمية لحل مشكلة الميزانية بالتطبيقي

كتب 5690 مشاهدات 0


النهار

الخلاصة -  الكويت تستنجد بالكويت

زايد الزيد

 

قد يبدو العنوان ساذجاً، ولكن هي الحقيقة المرّة التي يجب ان نرتضيها، وهي أن دولة الكويت تطلب المساعدات  المالية الفورية من الكويت ذاتها، وتحديدا من صندوق الكويت للتنمية التابع للحكومة الكويتية!! قد يبدو ذلك لغزاً أو حديثاً من أنواع الهلوسة!
نحن نتحدث عن صندوق المنح والقروض المليارية، صندوق يرسل الأموال إلى شمال وجنوب العالم وشرقه وغربه، ونسي أن هناك دولة اسمها الكويت تعيش في وضع خدماتي مأساوي على جميع المستويات، حتى بتنا نوصف بأننا  في دولة الفساد بلا فاسدين!
قضايا سرقات واختلاسات  وفساد يطال المال العام ومازال الجناة أحرار طلقاء، ومن يُتهم يخرج لضعف الإجراءات المتعلقة بالتحقيق، والسبب الخطأ الإجرائي «قاتله الله». 
نتحدث اليوم عن حالة مأساوية، حتى وصلت الحال بنا لتكون باكورة التقشف تبدأ وتنطلق مع أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات وتحديداً في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بإغلاق شعب مواد دراسية وبالتالي حرمانهم من مواد دراسية يعرقل تخرجهم ويحرمهم من ذلك، لا سيما ان هناك مواد تكون ختامية، وعدم وجودها يعني بطبيعة الأمر تعطل تخريج الطلاب والطالبات، وطبعا السبب في عدم وجود شعب وإغلاق مواد يعود لعدم وجود ميزانية مالية تغطي هذا الأمر، تخيلوا ذلك، هكذا وصلت الحال بنا وكأننا في دولة فقيرة في مجاهل افريقيا، ولسنا في دولة نفطية عوائدها المالية يوميا بملايين الدنانير، وتعطي وتقرض وتمنح دولا منذ ما يزيد على نصف قرن  وتبني لها جامعات وترصف لهم الشوارع وتقيم المشاريع الخدماتية، ولا تقوى على رصد ميزانية للتدريس، فأي تخلف تنموي نعيشه؟ وأي تنمية نرجوها ؟ وأي تقدم ننشده وأي تطور نسعى إليه ونحن نرزح تحت هذا الوضع المأساوي؟!.
والحقيقة أن الوضع المأساوي لو أردنا الحديث عنه فلن يكفينا مقالا واحد بل عشرات المقالات حتى تتبين لنا الأمور، ولكن يكفي ان نعلم ان خلال الشهر الحالي أقرضت الكويت عدة دول عشرات الملايين نظير مشاريع خدماتية، وفي سرد سريع هناك قرض لأوزبكستان بسبعة ملايين دينار وآخر لفيتنام بثلاثة ملايين وأربعمائة ألف دينار وأيضا لقرغيزستان بستة ملايين دينار، وآخرها لجمهورية مصر بـ 30 مليون دينار، أي أن خلال الشهر الحالي هناك أكثر من 40 مليون دينار ذهبت للخارج في حين مارست الحكومة حرمان طلبتنا من احتياجاتهم التعليمية، تحت ذريعة التقشف، وما خفي كان أعظم، وكان الله في عون شعب الكويت.

النهار - مقال يفرض نفسه

تعليقات

اكتب تعليقك