زيارة الأمير لإيران تأكيد للريادة النوعية للكويت!.. بنظر خديجة المحميد
زاوية الكتابكتب يونيو 3, 2014, 12:11 ص 651 مشاهدات 0
الأنباء
مبدئيات / ريادة نوعية متقدمة
د. خديجة المحميد
تحظى زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، إلى جمهورية إيران الإسلامية تلبية لدعوة من رئيسها حسن روحاني في مطلع هذا الشهر يونيو 2014م بأهمية إقليمية ومحلية بالغة، إذ تأتي بعد ظروف من القطيعة والتوتر لسنوات طويلة بين إيران ودول المنطقة، وإسقاطات العنف السياسي والطائفي لما يسمى بالربيع العربي، ذلك الذي بدأ ربيعا بحراك محلي ينشد الحرية والحياة الأفضل، فتحول إلى شتاء قارصا ومميتا بعد أن امتطته مصالح الدول الكبرى لتوظفه لأهدافها الاستراتيجية الطامحة. ورغم ما أعلن عنه من أهداف تجارية واقتصادية لخدمة وتعزيز المصالح المشتركة، إلا أن الأهداف السياسية الإيجابية لهذه الزيارة هي المعنية بالدرجة الأولى لحلحلة الخلافات الخليجية ـ الإيرانية ثم العمل على تفكيك الأزمات الإقليمية الأخرى الأكثر تعقيدا.
أما لماذا صاحب السمو أمير الكويت لمثل هذا الدور المفصلي الذي سيمهد للمفاوضات السعودية ـ الإيرانية ثم ستنطلق منه الأدوار النوعية الأخرى في الملفات الأكثر تعقيدا كملف سورية والعراق؟
أولا: قد عرف عن سمو الأمير حفظه الله قدراته الديبلوماسية العالية في حل النزاعات، وذلك من خلال تاريخ من الإنجازات الإقليمية الناجحة قد حققتها جهوده وحكمته في هذا المجال.
ثانيا: الكويت كدولة وشعب تتمتع برصيد تاريخي طويل في حسن العلاقة مع جميع دول الجوار، وقدرة فائقة على امتصاص الأزمات واحتوائها من خلال منظور الواقع الجغرافي الذي لا يمكن تغييره، والذي يفرض أخلاقيات وعلاقات المصير المشترك.
لذا فقد قدر للكويت أن تقوم بهذه الريادة النوعية في نقل شعوب ودول المنطقة إلى مرحلة مغايرة لتلك التي سبقتها، وإنها خطوة ستعقبها خطوات ريادية أخرى لتشمل الإقليم العربي في ثمراتها الإيجابية.
ولقد استشرف الحس الشعبي أهمية هذا الدور منذ فترة تزيد على السنة فتمت مبادرات شعبية جماعية بعدة زيارات ثقافية وإعلامية ناجحة إلى إيران قوبلت بالمثل من الأخيرة إلى الكويت، ثم شكل تجمعا بمسمى «رابطة الصداقة الكويتية ـ الإيرانية» للتواصل الاجتماعي والثقافي الهادف والبناء بين البلدين عملا على تهيئة الأجواء وبناء القواعد النفسية والاجتماعية للأهداف السياسية والاقتصادية الطموحة بين بلدان المنطقة.
ومع النجاح المتوقع للتجربة نتمنى مستقبلا أن تقام أكثر من رابطة صداقة شعبية بين الكويت وجيرانها الآخرين لتحصين علاقاتها وحمايتها من الارتدادات السلبية التي تخلقها عثرات السياسة.
تعليقات