زيارة الأمير والمسؤولية الإيرانية!.. بقلم نورية السداني
زاوية الكتابكتب يونيو 1, 2014, 12:54 ص 585 مشاهدات 0
القبس
الزيارة التاريخية لصاحب السمو.. لإيران
نورية السداني
في عالم اليوم تتكامل قوة الدول، حيث ان قوة الدول لا تقاس بأعداد السكان أو جغرافية المكان، بل تقاس بالقدرة الفكرية والاقتصادية والاستراتيجية والتوافق بين المصالح.
اليوم تأتي زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح لإيران امتداداً لزيارة المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح 1958 والمغفور له الشيخ صباح السالم الصباح، وهو امتداد تاريخي للعلاقات الطيبة المتبادلة بين الطرفين. فالزيارات كانت متبادلة، والعلاقات الكويتية - الإيرانية مرتبطة بالمصالح المتبادلة بين الدولتين، وهي مصالح اقتصادية واجتماعية، والحمد لله لم تكن هنالك اي مشاكل سياسية بين الدولتين حتى ثمانينات القرن العشرين، والتي نرجو أن تكون من الماضي الذي انتهى الى غير رجعة! احتضنت الكويت الكثير من الإيرانيين الذين اتجهوا إليها بعد اكتشاف النفط، للعمل والرزق، كما ان الكويت فتحت «الفرضة» للبضائع الايرانية، وفي الستينات كثير من الكويتيين سافروا للسياحة لإيران، وان عدنا لليوم فإن تصريحات المسؤولين الإيرانيين لزيارة صاحب السمو الأمير - حفظه الله - تصريحات مشجّعة على تفعيل التعاون وتهدئة المنطقة لتتمتع شعوبها بالخير الذي أفاء الله به عليها، بدلاً من الحروب والتدخل في الشأن الداخلي للدول، والتي أكلت الاخضر واليابس.
والمستفيد الوحيد من كل هذا اللاعب الأكبر الذي يهمه صدام ابناء المنطقة لتقويته سياسيا واقتصاديا، وتلاشي تنمية الدول التي تدخل دائرة الصراع. من هنا علينا جميعاً الاتجاه للمستقبل وانهاء كل الاشكالات والصراعات والحروب القائمة في المنطقة والاتفاق والتوافق وفق الحكمة التي تلتقي بالحضارة الفارسية وبالقرآن الكريم، الذي اختار الله سبحانه وتعالى لغة العرب وارض العرب لتلك الرسالة، وهذا الدين الذي يجمعنا جميعاً.
ان صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح يتوجه اليوم وهو يحمل أمانة التاريخ في تسوية الاوضاع والتصالح والتلاقي الإيراني - السعودي، تلاقي الاخوة، وتلاقي المصير الواحد. فالمنطقة منطقتنا، والعالم يغلي من حولنا، وكل ما نتمناه ان نسعد جميعاً من نتائج زيارة سمو أمير دولة الكويت، بحيث يعم السلام المنطقة ويتلاقى الجميع مع المصالح التي تمنحنا جميعاً الأمل والحلم في بناء المستقبل.
إن على إيران اليوم مسؤولية تفعيل التعاون والمصالحة مع جميع اطراف الثوب من هذه المنطقة، وأهمها المصالحة السعودية - الإيرانية لما لهما من تأثير في مسار الاحداث في هذه المنطقة، والأهم من كل ذلك العمل على وقف الحرب الداخلية السورية، وعدم التدخل في الشأن الداخلي للدول العربية.
تعليقات