غياب التخطيط سبب بلاء الكويت وليس العمالة الوافدة.. بنظر عادل المزعل

زاوية الكتاب

كتب 2273 مشاهدات 0


الوطن

التركيبة السكانية في الكويت

عادل نايف المزعل

 

كدأبنا دائماً نعلق مشاكلنا وتقصيرنا على الغير وهاهي آخر الشماعات التي نعلق عليها تدني الخدمات وازدحام الشوارع ومشاكل المرور، والكهرباء والماء ونقصد بها التركيبة السكانية وازدياد اعداد الوافدين مما يهدد السلم الاجتماعي ويجعل مرافقنا قاصرة عن تقديم الخدمات لاهل الكويت تخيلوا معي الكويت بلا وافدين كما يريدون سنجد اكوام القمامة في شوارعنا اطنانا لان هذا العمل لن يقبل به كويتي ان بعض الاعمال التي يقوم بها الوافدون الآسيويون يتأفف الكويتي ان يقوم بها ترفقا وتكبرا مع ان العمل شرف ولا نستهين بالعمل مهما كان صغيرا فقيمة العمل لم ترسخ في ثقافة ابنائنا كما كانت عند ابائنا ان حاجتنا لعمالة اجنبية امر ضروري ولا مفر منه لكن وفق ضوابط ونظم مع متطلبات المجتمع واحتياجات الدولة فنحن لن نستطيع الاستغناء عن العمالة الوافدة وبخاصة المنتجة من فنيين ومهندسين ومعلمين واطباء وغيرهم ويبقى العمل اليدوي رهينة بتغيير نظرة المجتمع الكويتي للعمل اليدوي والقائمين عليه، ان غياب التخطيط هو سبب بلاء الكويت وليس العمالة الوافدة فالعمالة الوافدة الهامشية لم تسقط علينا من السماء انما جلبها متنفذون يتاجرون بالبشر هدفهم وهمهم الربح على حساب الخدم وعمال النظافة والحراسة ولا رادع لهم من قانون او قيم مصلحتهم فوق مصلحة الكويت، لا يهمهم تلويث سمعة الكويت في سجل حقوق الانسان وان توضع الكويت في القائمة السوداء كدولة تنتهك فيها حقوق العمالة نعم نعاني من ازدياد اعداد الوافدين ولكن رب ضارة نافعة فهم يبنون ويعملون ويسكنون ويشتركون وكل انشطتهم الحياتية مرتبطة باقتصاد الكويت وجيوب تجار الكويت والثروة العقارية فلا تحملوا التركيبة السكانية اوزارنا ولا تخفوا رؤوسكم في الرمال فنحن نعاني من غياب التخطيط والارتجال وقصور برامج التنمية عن معالجة النمو السكاني في الكويت مشاكلنا واضحة وضوح الشمس وحلولها معروفة للصغير والكبير وكلها تكمن في سيادة القانون ولا احد فوق القانون اما المتنفذون المتاجرون بعرق وجهد المساكين من العمالة الوافدة فهؤلاء لابد من الحزم معهم وسد كل السبل في طريقهم وطريق تجارتهم في الرقيق الابيض ان الكويت تفتقر الى استثمار الطاقات البشرية الوطنية وقبول العمل اليدوي فقيمة الانسان فيما يحسنه فاذا كانت نسبة الكويتيين العاملين في سوق العمل ما يقارب %18 و%94 يعملون في القطاع الحكومي واكثره قطاع غير منتج مما يزيد العبء على الدولة ويجعلنا جميعا اسرى العمالة الوافدة فكيف نتخلص من هذه العمالة وهي صلب واساس العمل في الكويت؟! ثم العمالة المنزلية الهامشية في الكويت من خدم وسائقين وطباخين ما يقارب عددها المليون وهناك مساوئ في التركيبة السكانية والعمالة الوافدة خاصة الاسيوية والتي احتلت كثيرا من قطاعات البناء والزراعة ولم تخطط لها جيدا وخلقت الكثير من الاثار السلبية على اقتصادنا وعلى المجتمع بأسره ولها مردودات سلبية وكذلك على الخدمات الصحية وساعدت هذه العمالة على اشكالنا عليها بشكل كبير واكثر الدول المتحضرة المتقدمة لا يتجاوز عدد العمالة الوافدة لديها تقريبا %15 وفي الكويت فاقت %70 ولا بد من تعديل التركيبة السكانية بالتدرج حتى يمكننا ان نحقق التوازن المطلوب في نسبة الوافدين والمواطنين ولا بد ان نعمل خطة استراتيجية لعلاج هذه المشاكل مع السرعة في حلها وانشاء مراكز تعلم الحرف اليدوية للمواطنين.
اللهم احفظ بلدي الكويت واميرها وشعبها من كل مكروه اللهم امين.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك