غاية الديموقراطية هي نمو قدرات الإنسان.. فاطمة الشايجي مؤكدة

زاوية الكتاب

كتب 1362 مشاهدات 0


الأنباء

يسألون عن  /  الديموقراطية

د. فاطمة الشايجي

 

باسم الديموقراطية أصبحنا نرفض قرارا إذا أنصف الأقلية، ونفرض قرارا يخدم الأغلبية، فقد نما اعتقاد بأن الديموقراطية هي إنصاف أكبر عدد من الناس تحت اسم الأغلبية. لا نعترض على ذلك إلا في حالتين، الأولى: إذا سُلب حق من حقوق الأقلية، والثانية: إذا أصبح غرض الأغلبية السلطة وليس إصلاح الفساد. فهناك فرق بين السلطة والإصلاح، فبالسلطة نسأل، كيف يمكن الحصول على شيء معي، والمنهج هنا القوة، أما فكرة الإصلاح فنحن نحتاج إلى منهج عقلي لتحقيق أهداف كانت مغيبة وغائبة.

إن الديموقراطية الحقة هي التي تسأل كيف يمكن تحقيق المساواة في ظل التعددية التي أوجدتها الحرية لنصل إلى العدل؟

ولتحقيق العدل في ظل التعددية نحتاج إلى منهج عام للديموقراطية هذا المنهج هو المرونة، فهو المنهج الأقرب للطبيعة البشرية وأحفظ للكرامة الإنسانية.. فكيف نفهم ذلك؟

العدل هو أحد مقومات الديموقراطية، وتحقيقه يساعد على النمو، وبذلك تصبح غاية الديموقراطية النمو وليس الحرية والمساواة والعدل أو أحدها، وعندما نقول إن المرونة هي التي يجب أن تصبح منهجا عاما للديموقراطية، فإن ذلك يرجع إلى أنها منهج يقبل وجود التغيرات التي تحدث للطبيعة البشرية ويقبل الاختلاف الذي تفرضه الحرية ويحاول التوفيق بينهما، فالحرية أساس مهم في الديموقراطية، لأنها جزء أصيل في الطبيعة البشرية يلامس ويؤثر في جميع جوانب حياة الإنسان، كالجانب الاجتماعي والسياسي والديني والنفسي والاقتصادي والعلمي والعملي والتربوي. وعندما نقول إن الحرية تخلق التعددية فذلك لأنها تعطي كل شخص الحق في اختيار أي اعتقاد أو رأي أو فكر يؤمن به ليحدد اتجاهه في المجتمع، لذلك نجد أن الديموقراطية كمفهوم إذا بني على الحرية فإنها ستعني التعددية وليست الأغلبية.

إن التعددية واختلاف الآراء تتطلبان أن نلجأ إلى المقوم الآخر من مقومات الديموقراطية وهو المساواة بين صنوف التعدد والاختلاف الذي خلقته لنا الحرية لنحقق العدل كي يستطيع الفرد أن يتحرك ويحقق آماله وأهدافه وأغراضه وهي أمور تقع تحت مسمى النمو.

لذلك يجب أن نعي أن غاية الديموقراطية هي نمو قدرات الإنسان التي من خلال نموها ينمو المجتمع. وقبل أن نعرف ونوضح كيفية استخدام منهج المرونة لابد لنا أن نعرض عدة مفاهيم ترتبط ارتباطا مباشرا بالمنهج من حيث التطبيق وبالديموقراطية كمقومات لها. لذلك هناك مقال يتبع لما تم عرضه.. وستكون الحرية هي أول مفهوم، فنرجو المتابعة.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك