لماذا كلما 'دق الكوز بالجرة' يتم ربط الشيعة بإيران؟!.. الفضلي متسائلاً
زاوية الكتابكتب أغسطس 25, 2012, 9:57 م 2750 مشاهدات 0
الكويتية
شقشقة / عنزة إيران الطائرة
د. صلاح الفضلي
ما إن قام موقع مزور لقناة المنار اللبنانية بنشر تصريح منسوب لرئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني يقول فيه «إذا سقطت سوريا اليوم فيعني ذلك سقوط الكويت غداً»، ما إن نُشر هذا التصريح حتى قامت قيامة دعاة الفتنة بالنفخ في نار الفتنة، فراحوا يدعون بالثبور وعظائم الأمور، ورغم دعوات التريث للتأكد من مصداقية الخبر إلا أنهم أبوا إلا أن ينوحوا ويصرخوا بأنه قد بانت نوايا إيران الحقيقية، وكأن هذا التصريح نزل عليهم كمائدة من السماء، وحتى بعد أن نفى سفير الكويت في طهران، وحتى بعد نفي وزارة الخارجية الإيرانية والسفارة الإيرانية في الكويت صدور مثل هذا التصريح، ظل المهووسون طائفياً يقرعون طبول الحرب على قاعدة «عنزة ولو طارت»، فليس المهم عند هؤلاء صدق الأخبار، وإنما المهم هو تهييج الشارع وإثارة العواطف، حتى لو كان على حساب علاقات الكويت الدولية.
لو أن الأمر اقتصر على تصريحات وليد الطبطبائي والطريجي وأسامة مناور وبقية الجوقة ممن اعتدنا على سماع فحيح تصريحاتهم لكان ذلك مفهوماً، لكن أن تحصل حالة من السعار لتصل إلى من لم يُعرف عنه هذه التوجهات المتطرفة من أمثال الدكتور عبيد الوسمي، والدكتور ناصر المصري، فهو أمر يعني أن عدوى الرهاب من إيران تفشت حتى بين من يفترض بهم الاعتدال والعقلانية، وحينها لا نملك إلا أن نتذكر الطرفة التي تقول إن شخصاً مر بمجموعة من المجانين فسأل عن عاقلهم فأجابوه بأنه «المربوط بالعمود»، وإلا ما معنى أن يكتب ناصر المصري على أثر تصريح لاريجاني المزور نداء استغاثة عاجلا يستنجد بدول الخليج لتدارك الكويت من جاري الشمال (العراق) وإيران؟ وحين ناله بعض النقد على هذا الكلام قال ما هو أشنع منه: «على كل هي ضريبة الدفاع عن الكويت والتصدي للعنصريين والطائفين من العجم والشيعة ربع إيران المتخفين بالجنسية الكويتية». إذا كان هذا الكلام العنصري البغيض وأمثاله يصدر عمن يفترض به العقل والموضوعية، فماذا ترك لغيره من غلاة التطرف، وكأنما الجميع مسّهم طائف من الشيطان؟ وهؤلاء ينطبق عليهم قول الشاعر:
المستشار هو الذي شرب الطلى
فعلامَ يا هذا الوزير تعربد؟
إذا كان هناك من يريد الهجوم على إيران فهذا شأنه، فإيران دولة لها سياساتها ومصالحها، وبالتالي من حق الجميع انتقادها، ولكن لماذا كلما «دق الكوز بالجرة» يتم ربط الشيعة بإيران؟! إنكم بذلك تدفعون الشيعة دفعاً باتجاه إيران، فهل هذا ما يريده هؤلاء، أم إن ذلك يأتي على قاعدة «إنما نقاتلك بغضاً لأبيك وجدك»؟!
إذا بات من المُسَلّم أن التفكير الجمعي والشحن الغرائزي الطائفي والعنصري ضارب أطنابه في الوقت الحالي في المجتمع، حتى بين المتعلمين ومن يفترض بهم العقل، فإن السؤال المهم هو كيف السبيل للتعاطي مع هكذا وضع؟
حسب وجهة نظري، لابد من التصدي لغول التطرف، وعدم الاستكانة لأنياب ذئاب التخوين والاستفزاز، ولكن مع مراعاة الثوابت الإسلامية والمبادئ الأخلاقية التي تحترم التعددية ومقدسات الآخرين، والمحافظة على السلم الأهلي، وإن كان شرح ذلك يحتاج إلى تفصيل ليس هذا مقامه.
تعليقات