لحم أكتاف جماعة 'حدس' من خيرات إيران.. بنظر حسن كرم
زاوية الكتابكتب أغسطس 23, 2012, 10:56 م 1358 مشاهدات 0
الوطن
يريد هؤلاء حكمنا..!!
حسن علي كرم
لما هَمَّ يزيد بن ابي سفيان بالتوجه الى الشام على رأس جيش عظيم من المسلمين فأوصاه الخليفة الاول ابو بكر الصديق رضي الله عنه من جملة ما اوصاه «واذا قدم عليك رسل عدوك فاكرمهم..» هذا اذا اقدم رسول عدوٍ وبدون دعوة فالمطلوب اكرامه، فما بال اذا كان الرسول ضيفا ومدعوا وفي مناسبة اجتماعية وفي الشهر المبارك الفضيل الذي هو اكرم الشهور..؟!!
دعوة السفير الايراني لدى الكويت الى غبقة الحركة الدستورية (حدس) الرمضانية لم تكن خطأ في الدعوة كما زعموا، لكن ارادوا تسييس المناسبة الاجتماعية التي تتكرر في كل عام، فالسفير الايراني مثله مثل كل السفراء المعتمدين في الكويت الذين يزورون الدواوين الرمضانية ويلتقون مع غالبية او كل الاطياف الاجتماعية والوجاهية والسياسية الكويتية، فهل وحده السفير الايراني يده نجسة او ملوثة وايدي بقية السفراء نظيفة وطاهرة، حتى يعلن من مد يده من جماعة (حدس) للسلام لدى استقبال السفير الايراني عن غسل يده سبع مرات وعفرها في التراب ودفع كفارة..؟!
وهل من شيم الاخلاق والاعراف الدينية للمسلم اذا دعا ضيفا ان يستنكر دعوته ويعلن براءته، ثم ان الرجل يمثل بلاده لدى الكويت ومعتمد من قبل السلطة العليا في البلاد، فهل وضع ذلك في الاعتبار قبل اثارة الضجة والندم، ولماذا ولمصلحة من، هل لمصلحة الكويت ام لمصلحة جهات خارجية تديرهم بالريموت كنترول هنا افعلوا كذا ولا تفعلوا كذا..؟!!
ومتى كان الاخوان المسلمون والذين الحركة الدستورية (حدس) ذراعهم السياسي على عداء او خصومة مع النظام الاسلامي في ايران، وهناك علاقة تاريخية ربطت بين شيوخ الدين الايرانيين والتنظيم الاخواني في مصر وفي بلدان اخرى؟ وهل ينكر الحدسيون تبادل الاصوات بينهم والتحالف الاسلامي الشيعي (جماعة عدنان عبدالصمد) لإنجاح مرشحهم جمال الكندري وسقوط مرشحين شيعة في الرميثية وابرزهم حسين القلاف..؟!
في مقالة ثرية بالمعلومات عن العلاقة التاريخية التي ربطت بين جماعة الاخوان في مصر ورجال الدين الشيعة في ايران للكاتب المصري محمد سيد رصاص نشرت مؤخرا على موقع ايلاف سرد فيها الاتصالات والزيارات المتبادلة بين قيادات ومشايخ الاخوان لإيران وزيارة مشايخ الدين الايرانيين لمصر، والى وقتنا الراهن استمرار العلاقة القوية ودعم النظام الاسلامي الايراني لتنظيمات الاخوان في فلسطين (حماس) وفي لبنان (فتحي يكن) والحزب الاسلامي العراقي (محسن عبدالحميد) وغيرهم، فماذا حدا بالحدسيين حتى يقلبوا ظهر المجن ويكفروا عن دعوتهم للسفير الايراني ولحم اكتاف جماعتهم هنا وهناك من خيرات ومن اموال ايران..؟!!
لقد عرف الاخوان بالمكيافيلية والنفاق وبتلبيس وجوه لكل مناسبة، فهل يتصور الحدسيون ان الناس مغفلون لا يعرفون حقيقتهم، وهل دعوة السفير الايراني لمناسبة اجتماعية والذي هو ضيف على الكويت ان تصاحبها هذه الضجة المفتعلة وغير اللائقة خاصة ان العلاقة بين الكويت وايران ان لم تكن ممتازة %100 لكنها ليست معادية، بل ان الدول التي تناصب العداء لإيران في العلن تتواصل معها في السر واول هذه الدول امريكا (الشيطان الاكبر) التي تكررت اللقاءات السرية وفي الغرف المغلقة بين الايرانيين والامريكان، فهل حلال عليهم وحرام على الكويت الدولة الصغيرة المهددة والراغبة بالعلاقة الطيبة والسلمية مع كافة البلدان بما فيها دولة اسرائيل فما بال اذا كانت هذه الدولة جارة ومسلمة وكبيرة مثل ايران ما مصلحة الكويت على معاداتها..؟!!
ان الضجة التي افتعلوها لدعوة السفير الايراني الى غبقة حدس تدل على الصبيانية والمراهقة السياسية، وعدم التقدير الجيد لعلاقة البلدين.. فتصوروا لو هؤلاء او من على شاكلتهم الذين يدعون للامارة الدستورية والحكومة الشعبية يحكموننا ترى الى اي نفق مظلم ادخلوا الكويت..؟!!
تعليقات