مهلا يا الراوي- بقلم فهد الحمود
زاوية الكتابكتب أغسطس 24, 2012, 1:23 م 1733 مشاهدات 0
مهلا يا الراوي
لا أدري حقيقة من أين أبدأ خاصة أنني تواجدت في زمن كثر خطباءه وقل حكماءه فأصبح الجميع في هذه الألفية شاعرا وناقدا ومحللا وسياسيا وروحانيا فالأمثلة كثيرة لا تحتاج لذكرها وقد استشهد بذلك بحديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ' سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة قال الرجل التافه في أمر العام' وهذا ما رأيته في حديث الكاتب حسين الراوي عبر مواقع التواصل الاجتماعي واتهام الأخوة الكويتيون البدون لتنظيم خارجي أو طائفي أثر خروجهم في أعتصاماتهم السلمية ! ولا أدري حقيقة ما السبب الذي يجعل كل من يفكر في تسليط الأضواء عليه يلجأ إلى قضية البدون وتهميشهم والطعن بهم ومحاولة أيهام البعض بعدم أحقية هذه الفئة بالجنسية الكويتية رغم أن التاريخ يشهد لبطولاتهم ومواقفهم وولائهم وقلة جرائمهم حسب إحصائية وزارة الداخلية
مهلا يا الراوي فأن كان هناك من يحق له بالخروج للشارع للتعبير عن الظلم ورفضه وإيصال رسالة للسلطات لأنصافهم فهو حق للكويتيون البدون خاصة وأن خروجهم سلمي يحمل في طياته الكثير من الاحترام والتقدير والولاء ولا خوف منهم لأنهم لا يبحثون عن سلطة أو كرسي أو إسقاط نظام كما يحدث في الدول المجاورة بل يسعون لتحقيق الأمن والأمان لهم ولأبنائهم ونسائهم تحت مظلة الأسرة الحاكمة فقد ولدوا تحت مظلتهم وترعرعوا تحت مظلتهم وشابوا تحت مظلتهم
والمضحك بالأمر هي الحجة التي يروج لها البعض حتى لا يطيله الاتهام أن هناك مستحقين وغير مستحقين دون معرفه من المقصود بالمستحق والغير مستحق هل الشهيد والأسير والعسكري وحملة إحصاء 65 وما قبل وأبناء الكويتيات ومن ولد أبائهم وأجدادهم وأبنائهم مستحقين في نظركم ؟ أم طائفتكم ؟ فالحكومة تعلم جيدا بأن جميعهم مستحقين ولكنها ما زالت تماطل في أنصاف الحقوق بأتباع سياسة التطفيش عل وعسا أن يكون الزمن كفيل بإنهاء هذه القضية !
منذ متى أصبحت الحقوق مزايا ! كشهادة الميلاد وشهادة الوفاة ورخصة القيادة والعلاج والتعليم والزواج وحق الامتلاك والرعاية السكنية والعمل منذ متى ؟ ما الجرم الذي ارتكبته هذه الفئة في حق الوطن أو المواطن سوى التضحية بدمائهم وفناء شبابهم في خدمة الكويت فالقضية إنسانية اجتماعية قبل أن تكون سياسية وما زلنا نكابر على منحهم ابسط حقوقهم
لا يا سيدي الفاضل ما هكذا تدار الأمور .. فهم يستحقون المكرمة الأميرية ومنحهم الجنسية والحياة الكريمة بالقانون والدستور والشرع ووجودهم مكسب للبلد وليس كما يروج له البعض فأبسط حقوقهم أصبحت أحلام من حق أي إنسان امتلاك منزل وظيفة وزوجة والأهم من كل هذا الانتماء إلى أن وصل الأمر لمتاجرة كل من يبحث عن الشهرة أو السلطة أو الكرسي بقضيتهم
ما الذي سيفعله البعض من بينهم الكاتب الراوي لو تم حرمانه من بيت ووظيفة وهو يرى أطفاله دون تعليم أو علاج وأخوته وأخواته دون زواج هل سيصبر أيا منكم كما صبر البدون ؟ ماذا سيكون مصيرك عندما تكتشف بأنك بدون لا تحمل الجنسية الكويتية ؟ ماذا ستعمل عندما تعلم بأن البعض من أوراقك الرسمية مكتوب بها كويتي وأنت غير كويتي ؟ !
قد أتفق مع الزميل حسين الراوي في وجود محرض على خروج البدون للشارع للاعتصام السلمي ولكن أختلف معه على المحرض ! فإن كنت تعتقد بأن هناك منظمات خارجية تحرض البدون فأنا على يقين بأن الظلم والتعسف وعدم أنصاف البدون والجهاز المركزي هو المحرض الأول والأخير لخروجهم لمطالبه والدهم صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه من أنصافهم بعد أن فشلت جميع السلطات في الدولة من رفع الظلم عنهم , قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يرد الله دعاؤهم :الذاكر الله كثيرا ودعوة المظلوم والأمام المقسط
في النهاية أتمنى أن أكون قد وفقت في ذكر ما يجول في صدور الأغلبية الصامتة من أبناء الشعب الكويتي فالساكت عن الحق شيطان أخرس وديني ومبادئي لن ولم تسمح بالسكوت عن ظلم فئة من الشعب لم نرى منهم إلا كل خير بغض النظر عن قبيلة أو طائفة فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
منسق الوسط الديمقراطي في الجامعة العربية المفتوحة
فهد الحمود
تعليقات