د.أبوصليب يتوقع إنعكاس ما حدث فى مصر وتونس علينا في الكويت، بقدوم الإسلاميين
زاوية الكتابكتب يناير 12, 2012, 1:01 ص 545 مشاهدات 0
عالم اليوم
كلمات
الإسلاميون قادمون
كتب د. فيصل أبوصليب
عامُ كامل، مر على ثورات “الربيع العربي” التي جاءت في الشتاء لتهب رياحها “عاتية” وتقتلع حصون “الطغاة”، ولتكون بردا وسلاما على الشعوب المضطهدة لعقود طويلة، والتي لم تعرف يوما حق تقرير مصيرها، وجاء اليوم الذي أصبح فيه من حق هذه الشعوب أن تختار، وذهبوا إلى صناديق الاقتراع، ليختاروا من يمثلهم، ولكن هذه المرة في مشهد حقيقي، وليس تمثيليا كما كان يحدث، واختار معظم الناس التيارات الإسلامية، فوصل “حزب النهضة” الإسلامي إلى السلطة في تونس، الخضراء، والعلمانية، والتي تمنع الحجاب وتعدد الزوجات بالقانون، والتي تجعل الصلاة في المساجد بالبطاقات “الأمنية” وعلى أساس “المشاركة المقيدة” وليست العامة ! والتي تقنن “الدعارة”، عقودُ طويلة من العمل المبرمج لمحو مظاهر الإسلام هناك والسعي إلى تغريب الشعب التونسي وسلخه عن هويته الإسلامية، ومحاربة الجماعات الإسلامية والزج بأعضائها في السجون والمعتقلات، عقودُ طويلة من إقصاء الإسلاميين من المشاركة السياسية والاستحواذ الكامل على السلطة، بما فيها من أدوات مؤثرة في الإعلام والمناهج التربوية التي تستطيع فيها خلق أجيال كاملة مؤمنة بأفكار معينة، ولكن ماذا حدث بعد كل هذا ؟ عندما أعطي الناس فرصةً حقيقية ليقولوا كلمتهم، اختاروا الإسلاميين، الذين خرجوا من غياهب السجون والمعتقلات وعادوا من الشتات ليتسلموا السلطة، أين هي العلمانية إذن ؟ أين ذهبت؟ لقد ذهبت مع الريح. وفي مصر، سنواتُ طويلة من حكم العسكر الذين جاؤوا إلى السلطة بعد الانقلاب العسكري في عام 1952 وأقصوا جماعة “الإخوان المسلمون” واعتبروها حزبا محظورا، وحاربوا الإسلاميين حربا ضروسا في أجهزتهم الأمنية والإعلامية، وبعد كل ذلك، عندما أعطي الشعب المصري الفرصة ليقول كلمته الحرة، اختار “الإخوان” و “النور”، فأين ذهب اكتساح “الحزب الوطني” للانتخابات لسنواتٍ طويلة ؟ إن لم يكن ذلك هو الكذب والخداع والتزييف، فماذا عساه أن يكون؟! لقد أعطيت التيارات القومية والعلمانية والليبرالية الفرصة الكاملة لسنواتٍ طويلة في الدول العربية، منذ أن سقط “الأسد العجوز” في اسطنبول وسقطت معه الخلافة الإسلامية، وظهرت الأفكار القومية “التركية” و “العربية” التي تنادي بالتمسك بالروابط القومية وتناسي الرابط الإسلامي، في “جمعية الإتحاد والترقي” و”تركيا الفتاة”، وفي الفكر القومي العربي لدى ميشيل عفلق وساطع الحصري ومن تبعهم، واستولى من آمن بهذه الأفكار على السلطة في بعض الدول العربية وأقصوا خصومهم وفي مقدمتهم الإسلاميون، ولكن جاءت اليوم الفرصة الحقيقية للتيارات الإسلامية لتقول كلمتها ولتقدم مشروعها، ليس على ظهور الدبابات، ولكن عن طريق صناديق الاقتراع الحرة, فلقد فشلت تلك الأحزاب والتيارات التي استولت على السلطة في مصر وتونس في إدارة هذه الدول وكان نتيجة هذا الفشل قيام الثورات فيها، وقد حان الوقت لإعطاء التيارات الإسلامية الفرصة لتطبيق برامجها ومشاريعها على أرض الواقع، فقد ينجحوا بما فشل غيرهم في القيام به ، صحيح أنه مر زمنُ طويل، ولكنهم يؤمنون “بالوصول التدريجي للأهداف” كما يقول حسن البنا، إنه زمن الإسلاميين، ولا عزاء للتيارات الليبرالية والعلمانية، فعليهم أن يبحثوا في الأسباب التي لم تجعل لهم قبولا لدى الناس بعد كل هذه السنوات، وجعلت التيارات الإسلامية، أو “جماعات الإسلام السياسي” كما يسمونها، تحصد هذا النجاح الكاسح، وعلى الجميع أن يعي حقيقةً مؤكدة وهي أن ما حدث في مصر وتونس سوف ينعكس على بقية الدول العربية، وقد يظهر انعكاسه علينا في الكويت خلال الانتخابات المقبلة عندما تصل الأغلبية الإسلامية والمحافظة إلى المجلس القادم.
تعليقات