ما يحصل في الكويت عكس ما يحدث في مصر.. بنظر شملان العيسى
زاوية الكتابكتب نوفمبر 28, 2012, 12:11 ص 4218 مشاهدات 0
الوطن
ملتقطات / أحداث مصر والخليج
د. شملان يوسف العيسى
تسارع الأحداث السياسية في مصر بعد اعلان الرئيس محمد مرسي «الاعلان الدستوري» الذي يخوله بتولي السلطات الثلاث منفردا يثير عدة تساؤلات حول مستقبل مصر كأكبر وأهم دولة عربية ومستقبل المنطقة العربية ككل في حالة تفشي حالة الفوضى وعدم الاستقرار في ارض الكنانة.
احداث مصر الاخيرة الدائرة والتظاهرات الموالية للنظام والمضادة له تؤجج الصراع الدائر بين القوى المدنية الدستورية وقوى الاسلام السياسي التي تشمل الاخوان المسلمين والحركة السلفية والجهاديون وغيرهم، السؤال هل من مصلحة دولة الخليج الوقوف مع قوى الاسلام السياسي ام مع القوى المدنية التي تحاربهم في مصر؟
الموقف الرسمي لدول الخليج العربية لم يتحدد حتى الآن من احداث مصر والصراع الدائر بين التيار المدني والتيار الديني، دول الخليج رسميا ربما تعتبر هذا الصراع شأنا داخليا يخص مصر لوحدها لكن عمليا وفعليا احداث مصر تؤثر في دول الخليج.. فقد كشفت الاحداث حقيقة الاخوان المسلمين الذين يدعون بانهم يؤمنون بالديموقراطية ومفهوم تداول السلطة واحترام الرأي والرأي الآخر.. كل هذه الادعاءات باطلة وليست صادقة والهدف منها خداع الشعب حتى الوصول الى السلطة.. انشقاق الشارع المصري حول هذا الموضوع انعكس علينا في الخليج فالشارع العربية عموما انقسم على نفسه بعد صدور «الاعلان الدستوري» فالبعض يصف هذا الاعلان بانه بداية الدكتاتورية الاخوانية والتفرد بالسلطة بينما يرى الاخوان من خلال حزب الحرية والعدالة بان اجراءات الرئيس مؤقتة ودعوا للحوار من اجل البحث عن مخرج للازمة التي تعصف بمصر.
نعود مرة اخرى للخليج، دول الخليج لديها موقف ثابت ومعاد للاخوان المسلمين وتحديدا السعودية ودولة الامارات اما دولة الكويت ورغم اتخاذ الاخوان المسلمين موقفا معاديا للحكومة واصرار قادتها وكوادرها على مقاطعة الانتخابات في اول ديسمبر القادم واعلان الاخوان والقوى المعارضة للكويت برغبتهم برئيس وزراء شعبي وحكومة دستورية الا ان الحكومة الكويتية لاتزال مترددة وخائفة ولم تعمد الى اي اجراء لاقتلاع جذور الاخوان من وزارات الدولة ومؤسساتها المختلفة.
قائد شرطة دبي الفريق ضاحي الخلفان اكد بان قادة دول الخليج اتخذوا قرارا بالتلاحم والتعاون والتوافق وهم يعملون بتنسيق تام لضمان استقرار بلدانهم ضد تأثير ثورات «الربيع العربي»، واكد بان هنالك مؤامرة امريكية - اخوانية لتجزئة المجزأ في الدول العربية لضمان امن اسرائيل واستقرارها.
من المفارقات الغريبة في الكويت هو ان التيار المدني المتمثل بالقوى القومية والوسط الديموقراطي والتحالف الوطني الديموقراطي كلها آثرت التحالف مع القوى الاسلامية ضد الحكومة التي تحاول الحفاظ على مفهوم الدولة المدنية، بمعنى آخر ما يحصل في الكويت هو عكس ما يحصل في الشقيقة مصر فالتيار الشعبي الذي يترأسه حمدين صباحي رفض فكرة الحوار الذي دعا اليها حزب الحرية والعدالة لانه لا حوار الا بعد الغاء او اسقاط «الاعلان الدستوري» واتخذ حزب الوفد نفس الموقف برفضه للحوار مع الاخوان واعلنوا بانه لا يمكن الجلوس على طاولة الحوار الا بعد الغاء الاعلان الدستوري الذي سحق مفهوم الدولة المدنية، وصرح المسؤولون في الحزب كيف نجلس مع رئيس اصبح يملك كل الصلاحيات والسلطات واتخذت كل القوى المدنية نفس الموقف..
٭٭٭
أخي المواطن أختي المواطنة.. التجارب العربية مع الديموقراطية كلها تجارب فاشلة وقد تهاوت الواحدة بعد الاخرى لانهم يمارسون الديموقراطية شكلا، نحن في الكويت نحاول ان ننشئ بيئة حقيقية وراسخة للديموقراطية بما يكفل بقاءها واستمرارها، شارك بفعالية في الانتخابات لتجذير الديموقراطية في بلدك.
تعليقات