200 عائلة يهودية كانت تعيش بالكويت، معلومة ينقلها باسل الزير عن أطروحة ماجستير

زاوية الكتاب

كتب 3027 مشاهدات 0



القبس

إشراقات
اليهود في الخليج
كتب باسل الزير :

من الكتب التي لفتت انتباهي، ونالت اعجابي في معرض الكتاب، كتاب «اليهود في الخليج» للأخ الزميل يوسف علي المطيري، وهو بحث نال به أطروحة الماجستير، وبذل فيه الزميل جهدا مميزا وعملا دؤوبا، استغرق منه البحث نيفا واربع سنوات عجاف، والتقى فيه بشخصيات يهودية عاشت في الخليج، وكان آخرهم انور منشي كوهين المقيم حاليا في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الاميركية. وما شدني في البحث انه امتاز بالموضوعية والحيادية في دراسته واستقصائه، فغالبية الابحاث - للأسف - تحركها نوازع واحقاد تاريخية بين المسلمين واليهود، وما لفت نظري انه ازال استارا عن جزء من تاريخ كان مسكوتا عنه، واظهر مدى تسامح بعض الخليجيين مع تلك الطائفة التي عملت بالتجارة، حيث كانوا يعيشون في كنف المجتمعات الخليجية جنبا الى جنب.
ويقدر أكبر عدد للجالية اليهودية التي عاشت في الكويت 200 عائلة، وكان ذلك بين 1915 و1920، وفي البحرين 600 فرد من بين 1911 و1947. وكانت لهم مقابر وكنس وصوامع يمارسون فيها طقوسهم بأريحية، لكن ما اساء العلاقة بين اليهود والمسلمين دور الصحف والمجلات التي تأثرت بالمد القومي والصراع العربي الاسرائيلي في المنطقة، فلم يتعرض اليهود للطرد كما تدعي بعض الابحاث، بل خرجوا طواعية بمحض ارادتهم، وهاجروا لأسباب اقتصادية واجتماعية، وجاءت في فترات قبل ظهور الحركة الصهيونية.
والعجيب ان اعداد اليهود في الخليج اكثر من اعداد المسيحيين! وهذا الامر الذي لم أكن اتوقعه قبل قراءة البحث!
لا جرم ان خلافنا ليس مع الدين اليهودي، بل مع الصهيونية الغاصبة التي احتلت الارض وهتكت العرض وقتلت البشر.. ولنا في ذلك شواهد تاريخية لا حصر لها.
ويذكر لنا التاريخ ان اكثر الطوائف والاثنيات الدينية لم تجد رحابة واستقرارا في رغد العيش كالتي عاشت في كنف الاسلام، بل اليهود تعرضوا للتنكيل والتشريد ابان الغزو الاسباني للأندلس، وترحموا على النظام الاسلامي الذي عاشوا فيه. كما ذكّر بذلك ويل ديورانت في «قصة الحضارة»، والعرب تضرب الامثال، وتقول اوفى من السموأل الرجل اليهودي الشاعر الذي قال:
«إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه
فكل رداءٍ يرتديه جميلُ
وإنْ هو لم يَحملْ على النفس ضيمها
فليس إلى حُسن الثناء سبيلُ
تُعيّرنا أنا قليلٌ عَديدُنا
فقلت لها: إنّ الكرامَ قليلُ
وما ضرّنا أنا قليلٌ، وجارُنا
عزيزٌ، وجار الأكثرينَ ذليلُ
وإنا لقومٌ ما نَرى الموتَ سُبة
إذا ما رأته عامرٌ وسلولُ
سَلي إنْ جهلت. الناس عنا وعنهمُ
فليس سواءً عالمٌ وجهولُ»

باسل الزير

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك