الضباط الفاسدون والنواب المرتشون والتجار الجشعون يربون شبابنا على الانحراف، د.الحساوي مستنكرا

زاوية الكتاب

كتب 1412 مشاهدات 0



الراى

د. وائل الحساوي / نسمات / حتى رجال الأمن نالهم الفساد!!

ما بين وقت وآخر تتفجر لدينا في الكويت احداث مؤلمة تكشف كثيرا من المستور لاسيما بين القيادات الامنية التي من المفترض ان تمثل قمة النقاء والصفاء والامانة وتكشف تلك الاحداث الوجه القبيح للكويت الذي يحرص البعض على تغطيته ولكن بغربال لا يستر عورة ولا يخفي سرا.
ولئن كنا نتابع يوميا على صفحات الجرائد سير الجرائم الكثيرة من سرقات وتهريب مخدرات ومشاجرات ومحاولات قتل، ونلاحظ الزيادة المطردة لتلك الجرائم في السنوات الاخيرة، بل نتابع ونلمس حجم العنف الذي سيطر على كثير من شبابنا وقلة احترام الآخر والاستهتار في تصرفاتهم تجاه الآخرين، فإن وصول هذا الانحراف إلى قيادات البلد هو الطامة الكبرى، ولا اريد ان اعدد مظاهر الانحراف عند الكبار فهي ماثلة للعيان، حتى اصبح الناس يتحدثون عن مظاهر الرشوة والغش والسرقة وكأنها امر عادي لا يستحق التعجب ولا الاستنكار!! ولو تأملنا في الجهود التي يبذلها البعض للاصلاح لو جدنا أن غالبيتها تنصب على الجوانب السياسية والدستورية حتى وصل الامر بأن تتنادى مجاميع قليلة من الشباب الكويتي بين الفينة والاخرى لتشكيل تجمعات وحركات ترفع شعار الاصلاح السياسي وتضغط على الشارع وعلى الحكومة من اجل تحقيق مطالبها وهي مشكورة على ذلك، لكن في المقابل لا نجد الا اقل القليل من التنادي بين المتخصصين في علم النفس والتربويين والاجتماعيين إلى دراسة الظواهر السلبية والسعي لوضع الحلول لها، وقد ذكرت سابقا مدى حزني لانجرار جمعية المعلمين الكويتية - أكبر جسم تربوي - لمطالب شعبوية من زيادة كادر وغيرها على حساب الاهتمام بالعملية التعليمية ومعالجة الظواهر السلبية في المجتمع.
اما مؤسسات المجتمع المدني الاخرى من جمعيات اجتماعية وادباء وصحافيين واقتصاديين فإنهم متقوقعون على انفسهم ولا يسعون لمعالجة المشاكل في بلدهم، حتى جامعة الكويت التي يفترض بها ان تكون منارة التوجيه في البلد وصياغة عقول شباب المستقبل وتوجيههم فقد طغت عليها الصراعات بين الادارة والمعلمين وبين الطلبة انفسهم وتسابقت على المزايا المادية، والامر أسوأ في هيئة التعليم التطبيقي والجامعات الخاصة.
ولئن كانت القدوة هي الاساس في كل مجتمع من حسنة وسيئة فلا شك ان انحرافات الشباب التي نراها في جميع المجالات اليوم تجد لها مجالا خصبا من القدوة السيئة من الكبار، فالقيادات الامنية الفاسدة والنواب المرتشون والتجار الجشعون وعلية القوم الذين يستولون على المناصب العليا والمناقصات ويسرقون حتى الرمل والديزل، كل اولئك يربون شبابنا على الانحراف وينشئون جيلا من الشباب الضائع والمتمرد على المجتمع.


د. وائل الحساوي

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك