سمعة الكويت وتجارها في الحضيض وتزداد انحدارا هكذا يراها مزيد المعوشرجي
الاقتصاد الآنأكتوبر 24, 2011, 10:02 ص 437 مشاهدات 0
الكاتب مزيد مبارك المعوشرجي
يمتاز اليهود منذ الأزل بالتجارة، ولعل سر تميزهم يكمن في صدق التعامل والأمانة، إلى جانب ذكاء الأفكار والتفاني في العمل التي تبنى وتستمر على أساسها ثقة التعامل معهم «في التجارة فقط - مالنا شغل بالسياسة»، وفي تعامل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أبرز دليل على ذلك، لاسيما أنهم اليوم سادة الاقتصاد العالمي، ومالكو أهم الماركات التجارية. ولقب «يهود الخليج»، الذي أطلق على بعض تجار الكويت في سبعينات القرن المنصرم، لم يأت كـ «شتيمة»، إنما جاء ليؤكد تميز التاجر الكويتي في فكره التجاري والاستثماري الذي غزا به أراضي ومنشآت العديد من دول الشرق الأوسط. وعلى مستوى الدولة، فإن المؤسسة العامة للاستثمار والصندوق الكويتي للتنمية من رواد الاقتصاد الكويتي، اللذين كان لهما دور مهم أيضاً في تحرير الكويت من خلال العلاقة المميزة التي كوناها مع أغلب دول العالم، في حشد التأييد الدولي من أجل إعادة الحق الكويتي، إلى جانب اقتناصهما الفرص الاستثمارية في مختلف بقاع الأرض، ولعل المحزن أن حجم أرباح الاستثمارات الكويتية قلّ بشكل كبير، ويحتاج ذلك إلى تخصيص مقالة له. فقد تميز التاجر الكويتي منذ 4 قرون بالأمانة، وحسن السمعة التي تجذب وتطمئن المتعاملين معه، ولكن اليوم كل ذلك تبدل.
تاجر إماراتي رفض مصافحة أحد تجار الكويت في دبي، قائلاً: «أخاف أمد ايدي وأصافحك.. ترجعلي ايدي ناقصة صبعين!». وقصة أخرى في الإمارات، تروى عن تخصيص الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أرضاً لمستثمرين كويتيين بناء على طلبهم لإنشاء مستشفى فريد من نوعه في منطقة الشرق الأوسط في دبي، وما لبث «ربعنا» أن قلبوا المشروع من مستشفى إلى مجمع تجاري، وفي أثناء تنفيذ عملية «القلبة» نما الخبر إلى الشيخ محمد، الذي قرر فوراً سحب الأرض وإيقاف التعامل معهم!
إن الفوضى العارمة بشكل تصاعدي اليوم في الكويت نظمت حفلة «زار»، كشفت لنا هشاشة الجسد الإداري الذي يقود البلد، ووصلت فيها رائحة الفساد إلى الدول المجاورة، التي بدأت تتحاشى التعامل مع الشركات الكويتية، وما زاد الطين بلة فضيحة الإيداعات المليونية الأخيرة، التي لو فرضنا أنها قصص خرافية ابتدعها خصوم الحكومة، وأعلنا براءتها من «كبت أم، ومزرعة ابن، وبخور دشداشة عم، وعباية وشنطة زوجة أخ.. إلخ»، فإنها أفقدت المواطن ثقته في وطنه، وليس فقط في الحكومة وبمجلس الأمة، ودفعت البعض إلى السخط والخروج إلى الشارع للتظاهر، والبعض الآخر إلى الاعتصام عن العمل إحساساً منهم بالظلم، بل بدأت فكرة الهجرة من البلد تحوم في بال العديد من الشباب الكويتي. الكل يعرف أسباب ما يجري في البلد، ويعرف الحلول التي تكمن في تطبيق القانون على الجميع. نعم، في كل مكان في العالم يوجد فساد. بالمقابل يوجد قانون يعتبر الحل لمعالجة الفوضى الحاصلة في البلد، حيث إذا غابت عدالة القانون عمت الفوضى الحكومة، ولابد من تغيير جذري لبعض القيادات في الكويت، إلا إذا كان فينا أحد يصدق أن الحكومة ستكشف الراشي وتحاسبه، وينتظر من مجلس فيه فساد أن يشرع قوانين ضد الفساد.. Come on؟!
تعليقات