خالدا لعبيدي يكتب عن استخدام بعض النواب تقنية البلوتوث لبث مشاهد يهاجم فيها الوزراء، وهدفه خداع ناخبيه البسطاء، لكن يسارع بالاعتذار طمعا فى كرم الحكومة
زاوية الكتابكتب يناير 14, 2008, منتصف الليل 469 مشاهدات 0
نواب البلوتوث
خالد صالح العبيدي
عندما كنا في المجلس الوطني بعد التحرير مباشرة، حصل حادث مخزٍ أمامي، فقد تحدث احد نواب المجلس الوطني مهاجما احد الوزراء بشراسة لدرجة أنه ابهر الجميع بسلاطة لسانه، وقلة ادبه وبعد تدخل رئيس المجلس ان آنذاك المرحوم عبدالعزيز المساعيد، والذي بدوره استطاع ان يسيطر على الموضوع، وبعد رفع الجلسة لتناول وجبة الغداء، ذهب هذا النائب للوزير وقال له حرفيا: يا طويل العمر: لا تأخذ على خاطرك ترى حبيت أرضي الجمهور اللي فوق، فرد الوزير عليه قائلا: (بس مصختها يا بو...) فرد عليه النائب: انا امون يا طويل العمر وبعدين أنا قايل لك شنو بقول فرد عليه الوزير باسما: لا يابو... انت قلت بتقول كذا وكذا وما يبت طاري الموضوع الفلاني، فرد النائب عليه: ياطويل العمر انفعلت وزل لساني واذا تبيني اقصه آنا حاضر هذا لساني قصه... فأخرج النائب لسانه وفمه ممتلىء بالطعام، فرد الوزير وقال له: خلاص لوعت جبدي، الله يا خذك دخل لسانك الله يلعنك ويلعن لسانك.
وما يحدث اليوم في الجلسات البرلمانية هو تمثيل وضحك على الذقون، فإذا اراد نائب ان يبرز ويتحدث عنه الجميع، ويصبح شمشون المجلس الجبار، ويصبح حديث الشارع فهو يهاجم شيخا او مسؤولا ذا نفوذ ويخدع العامة من المواطنين بأنه تصدى لفلان من الشيوخ او من المسؤولين واصبح بطلا وفعل ما لا يستطيع احد فعله ولكي يكمل هذا الفيلم الهزيل ويحقق له الانتشار المطلوب ولكي يضمن اكبر قدر من المتفرجين، فهو يستخدم احدى التقنيات الموجودة في عالمنا الحاضر ولان التقنيات صعبة على مثل هؤلاء فتجده يتجه الى ارخص واسهل تقنية موجودة في محيطه وايضا تكون في متناول الجميع، الا وهي تقنية البلوتوث، فيقع اختياره على مقطع سخيف حدث بقاعة المجلس او هجوم شنه لهذا الغرض، فيبث هذا الكليب القصير لجهلاء الكويت الذين بنظرهم ان هذا النائب فعل المعجزات، وحقق الهدف المطلوب منه، ولكنه هل من آثار للمصلحة العامة من هذا الكليب الهزيل؟ طبعا لا.. فالقافلة تسير..
هل يعلم الجميع لماذا هذا النائب يعلو صوته ويهاجم الشيوخ والمسؤولين بالدولة، او بمعنى اخر هل يعلم الناخب المحترم تجرأ وهاجم وشتم وتوعد وهدد؟ فالجواب قد يغيب على البعض فنائب البلوتوث ضامن سلامته فالدولة قوية بما يكفي لحماية جميع من عليها، ولانه يتحصن بالحصانة بالبرلمانية، ولانه احيانا يستأذن الشخص الذي تهجم عليه ويبلغه مسبقا بما سيقول معللا ذلك له »لزوم الانتخابات يا طويل العمر« فكم من نائب كان يزعجنا بصوته النشاز وانطفي والسبب انه اصبح مكشوفا لا حصانة لديه تحميه.
لو كنت بطلا ايها النائب فعليك ان تستقيل من عضوية المجلس، الذي لا يساعدك على فرض العدل والمساواة بالدولة، التي تطالب بهما، لو كنت بطلا يا صاحب البلوتوث قل ما قلته داخل اللجان البرلمانية، لو كنت بطلا ايها النائب لا تذهب للوزراء بمكاتبهم ولو اجبرك على ذلك الناخب، لو كنت بطلا لا تتخفى خلف الحصانة وقل ما قلته وانت غير محصن، فالرجل من يستطيع ان يتحكم بانفعالاته وفلتات لسانه، لا من يترك للسانه العنان، والرجل ايضا من لا يجرح الناس بلسانه ويطعنهم باماناتهم بدون دليل.
تعليقات