د.تركي العازمي: الإعلام النرجسي...!

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 1048 مشاهدات 0


تطلق كلمة نرجسي كوصف للشخصية أو المؤسسة التي طغى حب الذات لديها (حتى قناعتها مقدمة على الرأي الآخر)، والنرجسي تواق إلى سماع الإعجاب، الإطراء والاهتمام حتى وإن كان المتصف بها لا يملك إنجازاً ويفتقد المصداقية في نهجه ومضمون طرحه.

ولو تمعنا في طرح ونهج بعض وسائل الإعلام لوجدت نفس نرجسياً مع الأسف.

إن الإعلام وبالأخص الصحافة وإن كانت فردية تعتمد في المقام الأول على المصداقية حسب ما تعلمناه...!

أين المصداقية والمهنية في ما ترونه من أخبار... نادر جداً؟

افتقدنا إلى مفهوم «المقال»، و«التحقيق الصحافي» و«الخبر».

هذه الأنواع الثلاثة لها أسس يجب أن تتبع من قبل الكاتب الفرد، أو المؤسسة الإعلامية.

ترى القضية «مش» إثارة أو لكسب عدد المتابعين أو للتكسب؟

إن الرسالة الإعلامية سامية للغاية وأهدافها نبيلة وهي جزء مؤثر في رسم الثقافة الصالحة للأفراد ومعول بناء للمجتمعات والأوطان.

بدأت وكتبت هذا الموضوع بالذات بعد أن أصبح الأكثرية «مع الخيل يا شقرا»... هذا يمتدح قريبه ولا يقبل عليه النقد وذاك يبحث عن خبر جديد من وكالة يقولون... أو «يلمع» لمسؤول لمصلحة!

إننا مساءلون أمام رب عادل... وفي آخر الزمان «يكذب الصادق ويخون الأمين» ويرتقي مقام الرويبضة ممن يتحدثون عن شؤون العامة وهم «ما يسرحون بالتالية من الغنم»!

والتنبيه لخطورة المضي وراء أخبار تبثها بعض حسابات المشاهير وبين كل خبر وخبر إعلان لن يزيدنا شيئاً، وقد نسيء الظن بناء على خبر غير صحيح أو بالأصح يهدف لغايات سيئة.

لماذا نسمح لأنفسنا أن نكون مشاركين في الذنب... أغلب ما ترون وتقرأون أو تستمعون إليه إنما يخدم أهدافا خاصة ومعظمها غير دقيق؟

إن الرسول صلى الله عليه وسلم، قال في الحديث الشريف «من حسن إسلام المرء، تركه ما لا يعنيه».

الزبدة:

كم أتمنى أن نعيد لوسائل الإعلام رسالتها السامية (تحقيق ـ عرض قضية تهم الشأن العام ورأي المواطنين وأهل الاختصاص والرأي الآخر، رأي المسؤول)، مقال يفيد القارئ (يطرح قضية ويعرض الحلول ليس من وجهة نظره «إلا إذا كان الأمر من صلب اختصاصه») ونشر الخبر الصحيح.

لا نريد أن نكون مثل ما جاء بالآية الكريمة حيث قال عز من قائل «والشعراء يتبعهم الغاوون، ألم تر انهم في كل واد يهيمون، وانهم يقولون ما لا يفعلون».

المصداقية أحوج أن تتبع وحب الخير للوطن والعباد مطلوب والإعلام النرجسي مدمر لثقافة المجتمع... الله المستعان

تعليقات

اكتب تعليقك