غياب وعي 'الشعب الكويتي'،،، من وراءه؟
زاوية الكتابكتب يوليو 14, 2011, 7:01 م 1770 مشاهدات 0
في العموم: لا اختيارات الناخب الكويتي جيّدة ولا التيارات السياسية لديها مشروع واضح والمعارضه تقفز في كل الإتجاهات دون رؤية واضحه، وبما أن الأمثلة على غياب الوعي ظاهره للعيان فلسنا بحاجة الى اللإسهاب فيه، لكن يبقى السؤال الأهم: ماهي اسبابه ومن وراء هذا الامر؟
جزء لا يتجزء:
الشعب الكويتي هو جزء لا يتجزء من الامة العربية والإسلامية التي تعاني نفس المشكلة ولكن بدرجات متفاوته، فلا يمكن تحليل وضع المواطن الكويتي بمعزل عن الامة الاسلامية والعربية، إن هذه الامة التي قد تم تغييب وعيها لم تكن في يومٍ من الايام لديها عادات 'الرق والعبيد' ، فكيف انقلب بها الحال و كيف اصبح هناك من يبرر هذه السلوكيات ويجعلها من الدين والعادات؟ ،،،، إنها تراكمات دينيه اجتماعيه سياسيه وراء هذا كل هذا 'التخلف'!
الدين:
منذ عهد معاوية رضي الله عنه وبداية عهد التوريث 'الملكي' والتغلب بالسيف، بدأت تطفو على السطح آراء دينية كان القصد في الغالب منها 'درء المفاسد' بمعنى وجوب مبايعة المتغلب بالسيف سعياً الى حقن دماء المسلمين ، إلا أن السلطة السياسية فيما بعد معاوية أخذت منحى خطير لتغطية 'سياستها القمعية' بتعزيز شوكة اصحاب هذه الاراء الموالية للحاكم وتهميش الرأي المخالف والذي يميل الى 'كلمة حقٍ عند سلطان جائر'.
وبما ان التاريخ يكتبة المنتصر فإن الآراء الموالية للحاكم أخذت في الانتشار والتوثيق والدعم، ومن خلال هذا 'الغطاء الديني' اصبح الحكام يمارسون صلاحياتهم خصوصاً الغير أخلاقية تحت شعار 'اسمع واطع ولو ضرب ظهرك و....'، وبهذه 'العدسه المحرّفه' أصبح معظم الشعب الاسلامي يرى ان الحاكم على صواب حتى وإن عاث في البلاد الفساد!
للإستشهاد من واقعنا: فإن بعض المشايخ الحاليين قد رأى أن الطواغيت هم ولاة أمر لا يجوز شرعاً التظاهره عليهم فضلاً عن الخروج عليها كما يحدث في مصر وسوريا وليبيا ، أما بخصوص الوضع الكويتي فإن هناك من رأى في عدم الموافقه على كتاب عدم التعاون مع رئيس مجلس الوزراء طاعةً لولي الامر بالرغم من ثبات فساد هذه الحكومة، وبإختصار فإن كل هذه الخلط والجهل بمقاصد الشريعة الاسلامية أنتج لنا هذا التوجه الديني 'المنحرف' الذي يقف وراء التخلف العربي الإسلامي!
الحاجات الاجتماعية:
على خلاف السجون ومآسيها فإن الحكام القمعيين تحت هذا الغطاء الديني أصبحوا يمارسون دور اجتماعي آخر يقوم على تعزيز نفوذهم من خلال المال السياسي وغيره، وبما ان الناس جُبلت على 'طلب المصلحة ودفع المفسده' وتعلقهم بالقوي ، فما كان من معظمهم إلا ان يلحق بركب الحاكم بحثاً عن لقمة العيش - التي جعلها السلاطين في خزاناتهم بحيث تمر الى المواطن عبر قنوات وشروط هم يحددونها - لذلك يجب ان 'يرضخ' المواطن لكي 'يعيش'، وبسبب هذا كله توارثت هذه الشعوب عادات العبيد وسطروا بها الكثير من المقولات مثل 'ابلع وأسكت'، 'الله يعزهم ولا يعز عليهم' ، 'الحكومة أبخص'، 'هذي ديرتهم'، وحكومتنا الحالية لم تكن بريئه من هذه الممارسات القمعية خصوصاً بسياسة الاعتقالات لآراء شخصية وأيضاً بجعل أبسط حقوق المواطن في أيدي أتباعها.
الأخطر: منهج 'التجهيل المتعمد'
التعليم يحتل الهاجس الاكبر في عقول الدكتاتوريات، لذلك دأبت على تسييس التعليم دينياً واجتماعياً لأجل المزيد من الاستعباد، ففي المناهج الدراسية لا نعرف الا حقوق الحاكم 'والمبالغ فيها' ولا نعرف واجباته او حقوقنا نحن كشعب! ،،، في المناهج الدراسية: أين تعليم النقد وطرح الأسئلة خصوصاً لسياسية الحكومة وآدائها وكيفية إختيار النائب؟
الاعلام هو السلاح الاخر الذي تستخدمه الدكتاتوريات في تسفيه الآراء المناوئه لها وتسويق الفكر 'التجهيلي' وإشغال الراي العام عن أمور النهضه، إنها بهذا السلاح وبجانب التعليم المسيّس تقفل فكيّ الإستعباد على عقل المواطن العربي!
إن صحفنا وقنواتنا وغيرها من وسائل الاعلام تمارس هذا الدور منذ القدم الا ان الشبكة العنكبوتية حطمت هذه القيود وتركت الصوت الحر 'يغرد' حتى أتانا فصل 'الربيع العربي'!
لا تبدأ بنفسك!
ان الحديث عن وجوب 'ان يصلح كل شخص نفسه حتى يصلح المجتمع' أمر في إضاعه للوقت وان الحديث يجب أن ينصب معظمة على وجوب إصلاح المؤسسة التعليمية وفتح ابواب الاعلام للجميع وإصلاح قوانين المرئي والمسموع ، إننا بحاجة الى نسف النظام التعليمي واستبداله بنظام تقدمي يعرف من خلاله المواطن حقوقه وحقوق الحكومة وواجباته وواجبات الحكومة،،،، إن إصلاح الأنظمة افضل من الدوران في دوامات 'ابدأ بنفسك'!
لذلك فإن المعلم في هذه المرحله يحمل على عاتقه أعظم مهمة، وأنه يجب أن يخرج من سجون الفكر الحكومي ويمارس دوره كمعلم لأجيال حره وكمواطن يطالب بإصلاح المنظومة التعليميه.
في الختام: لا اتمنى ان يلام الشعب الكويتي وحده بأنه هو المسؤول عن غيبة وعية ، فالظروف كانت اكبر منه!
طلال عيد العتيبي
تعليقات