البرلمان الإيراني يستدعي نجاد لاستجوابه
عربي و دولييونيو 27, 2011, 11:12 م 1427 مشاهدات 0
استدعى البرلمان الإيراني الرئيس محمود أحمدي نجاد لاستجوابه، ما يزيد من حدة التوترات في الصراع على السلطة بين صفوف الصفوة الحاكمة في الجمهورية الإسلامية، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء مهر الإيرانية شبه الرسمية اليوم الإثنين.
ويأتي استدعاء البرلمان للرئيس الإيراني، إثر توقيع مائة برلماني طلب استدعائه بشأن تأجيل ترشيح وزير للرياضة، وتقديم التمويل الذي أقره البرلمان لمترو طهران، وفي حال لم يتمكن الرئيس من إقناع البرلمان بسحب طلب الاستدعاء، فسيتعين عليه الرد على أسئلة في غضون شهر.
وتعد القضيتان موضوع الاستدعاء، مثار خلاف قديم بين الرئيس والمشرعين، حيث لمح بعض أعضاء البرلمان لإمكانية مساءلة الرئيس بشأن ما يصفه منتقدوه في البرلمان بأسلوبه 'الاستفزازي'.
ولا تعتبر المضايقات البرلمانية للرئيس أحمدي نجاد الأولى من نوعها، إذ كثيرا ما استغل البرلمان الذي يهيمن عليه المحافظون سلطاته الدستورية ضد الرئيس الإيراني، وبصفة خاصة فيما يتعلق بتعيين الوزراء وفي الأمور الخاصة بالميزانية، حيث أنه في الآونة الأخيرة رفض البرلمان ترشيح حليف وثيق الصلة بالرئيس لمنصب نائب وزير الخارجية.
هذا ما دفع بمعارضي نجاد لتشجيع تدخل آية الله علي خامنئي في ابريل الماضي، لمنع الرئيس من إقالة وزير المخابرات. وقال محللون إن هذا يبين أن أحمدي نجاد لم يعد بوسعه الاعتماد على دعم كامل من أعلى سلطة في إيران.
من جهته، يرى نجاد أن إقالة عدد من الوزراء من بينهم وزير النفط المسؤول يندرج في إطار تنفيذ لخطة مسبقة لتقليص عدد وزراء الحكومة. لكن البرلمان رفض الأسبوع الماضي مناقشة خطة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بدمج وزارتي النفط والطاقة في ظل الخلاف السياسي بين حكومته والبرلمان والأوساط الدينية.
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة 'دنيا' الاقتصادية الإيرانية في عددها الصادر 23 يوليو، عن النائب حسين سبحاني نيا القول :'إن لجنة برلمانية على صلة بالموضوع خلصت إلى أهمية الإبقاء على استقلالية وزارة النفط'. وأضاف إن:'البرلمان قرر إلغاء مسألة دمج وزارتي النفط والطاقة من جدول الأعمال'. ويقول المراقبون إن الخلاف بين البرلمان وحكومة أحمدي نجاد يعتقد أنه تجاوز مرحلة الاختلاف حول المسائل الفنية ليصبح خلافا أيديولوجيا.
وكان نجاد يعتزم دمج الوزارتين على أن يتولى الإشراف بنفسه على وزارة النفط مؤقتا لحين تنفيذ الخطة. لكن البرلمان ومجلس صيانة الدستور وصف خطة تولي نجاد للوزارة مؤقتا 'بأنها خطوة غير قانونية'. هذا وذكرت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية اليوم، أن الحكومة سحبت خطة أوسع تهدف لخفض عدد الوزارات من 21 إلى 17 لمراجعتها.
في سياق متصل، بدأ الحرس الثوري الإيراني اليوم الإثنين تدريبات صاروخية تستمر عشرة أيام 'للحفاظ على التأهب لهجمات الأعداء'، في إشارة مستترة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل اللتين رفضتا استبعاد التحرك العسكري لمنع طهران من تطوير أسلحة نووية.
وقال قائد القوات الفضائية للحرس الثوري أمير علي حاجي زادة، إن المناورات التي حملت اسم 'الرسول العظيم 6'، تتضمن تجارب إطلاق صواريخ قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، وخصوصا صواريخ 'سجيل' و'فاتح' و'قيام' و'خليج فارس' و'شهاب واحد واثنين'، إضافة إلى أحدث المعدات والإمكانيات في القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري.
وأضاف حاجي زادة، أن المناورات ستتضمن استهداف مواقع في البر والبحر، مؤكدا أنها رسالة سلام للمنطقة ولا تشكل تهديدا لأحد، وأن الهدف الرئيسي من إجراء هذه المناورات هو الحفاظ علی الجهوزية الدفاعية فيما أسماه 'مواجهة الأعداء'.
ولفت زادة إلی أنه سيتم الكشف خلال هذه المناورات عن :'مخازن الإطلاق الجديدة ذات التقنيات المعقدة التي توصل إليها الحرس الثوري خلال الخمسة عشر عاماً الماضية، والتي وزعت في كافة المناطق والأراضي الإيرانية بحجم كبير وإمكانيات هائلة'.
ورأى قائد القوات الفضائية للحرس الثوري أن الرسالة التي تحملها مناورات الرسول الأعظم (ص) إلی بلدان المنطقة بأنها تتمثل في رسالة السلام والصداقة وأنه 'بالنظر إلی الصحوة الإسلامية الحالية في المنطقة فإن الشعوب المظلومة فيها تنظر دائماً إلی الشعب الإيراني وقائد الثورة الإسلامية بأنه الناصر والداعم لها'، مشيراً إلى أن هذه المناورات ستجري علی مرحلتين برية وبحرية، مؤكداً في ذات الوقت علی أن هذه المناورات لا تشكل أي تهديد لأحد وتجري في إطار البرنامج السنوي للقوات المسلحة الرامي لصون الجهوزية وقوة الردع.
وبينما يرى مراقبون أن المناورات العسكرية الصاروخية التي تجريها إيران، تؤجج تخوف دول المنطقة من تنامي القدرة العسكرية الإيرانية، يرى آخرون أن هذه المناورات تساعد بشكل أساسي على إرساء الاستقرار في المنطقة، وأنها لا تشكل أي تهديد للدول العربية، لأنها رد على المناورات الإسرائيلية الأخيرة، مستندين في ذلك على اعتماد المناورات على الصواريخ متوسطة المدى وكذلك بعيدة المدى، الأمر الذي يمثل رسالة واضحة إلى ما تسميه إيران بـ'الأعداء الحقيقيين المتربصين'.
ويصف المراقبون العسكريون توقيت هذه المناورات بـ'المهم'، كونها تأتي عقب المناورات التي أجراها جيش الاحتلال الإسرائيلي ' تحول خمسة '.
دبلوماسياً، ذكر الناطق باسم الخارجية ما نقل عن ردود أفعال إيرانية إزاء العقوبات التي أصدرها الاتحاد الأوروبي ضد 3 من المسؤولين الإيرانيين بذريعة الدور الذي قاموا به في أحداث سوريا. وقال مهمان برست أن الحكومة والشعب السوري لهما من الاقتدار السياسي والاجتماعي ما يكفي لحل جميع المشاكل في هذا البلد .
ونقل المركز الإعلامي التابع لوزارة الخارجية اليوم الإثنين، أن الناطق باسم الخارجية قال إن الادعاء الأوروبي بالتدخل في الشأن السوري ودور قوات الحرس يشير إلى محاولات يعمل الاتحاد الأوروبي من خلالها على تهيئة الأجواء وتعبئتها ضد إيران رغم مخالفتها للحقائق ، منتقدا ما وصفه بـ' التعامل المزدوج للغرب'.
فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، نقلت وكالات أنباء روسية عن دبلوماسي بارز قوله اليوم ، إن محطة الطاقة النووية التي تقيمها روسيا في إيران سيجري تشغيلها بشكل كامل على الأرجح في بداية أغسطس المقبل. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله 'إذا حدث ذلك في بداية أغسطس سيتماشى ذلك تماما مع تكهنات وتوقعات الجانبين الروسي والإيراني'.
تعليقات