ذعار الرشيدي يستذكر شهيد الكويت مبارك النوت، مطالبا بتدريس حادثة استشهاده في مناهج التربية ؟!
زاوية الكتابكتب مايو 29, 2011, 11:03 م 1138 مشاهدات 0
هكذا تموت الرجال
الاثنين 30 مايو 2011 - الأنباء
لكِ يا سورية في قلبي جرح لن يندمل، وإن لم أعرف أسماء شهدائك في الأحداث الأخيرة يكفي أنني عرفت ورأيت وسمعت شهيد ازرع وجسده تطلق روحه إلى بارئها بعد ان تلقى رصاصة أطارت نصف وجهه، قد يعتقد البعض ببشاعة المنظر، غير انني لم أره بشعا، ولم تكن للبشاعة محل وهو يطلب من المحيطين به ان يصمتوا حتى يموت/ يستشهد بسكينة، وكأنه يقول: «روقوا دخيلكن.. خلوني موت بسلام»، منظر يهز أركان الروح ويحرك القلوب المتحجرة بين أضلع اللامبالاة، ليس في الأمر قضية جهادية مختلف عليها، ولا في استشهاد شهيد ازرع قضية تحتمل المناقشة، فلقد رحل عن دنيانا مودعا كل شيء مادي بسكينة، لست بحاجة الى مفت ليبلغني انه شهيد، ولا إلى سياسي ليخبرني عن سبب موته، ولا الى طبيب ليبلغني انه مات بلا ألم رغم رصاصة القناصة التي أطارت أسفل وجهه.
رأيت عينيه وهو يودع الحياة الى حياة أخرى، وأعدت المشهد مرة ومرتين وثلاثا، ولم أر في حياتي كلها بارقة أمل تولد في عيني رجل يودع الحياة كما رأيتها في مسحة دمعة لم تسقط على وجهه المشوه، رجل يرى في الحياة بارقة أمل تلوح رغم انه سيودعها بعد دقائق الى حياة أخرى.
السكينة هي الشيء الأكثر وضوحا في عينيه، لا أعرفه، ولم أستطع التوصل الى اسمه رغم بحثي عنه في كل المواقع التي أوردت مقطع فيديو استشهاده، قالوا اسمه بلال وآخرون قالوا ربيع، وغيرهم اكتفى بإطلاق اسمه «شهيد ازرع» وكأنه اختصر كل شهداء درعا بل كل شهداء الانتفاضات العربية ضد الظلم.
بلال او ربيع او «شهيد ازرع» الذي لا أعرفه، سيبقى رمزا، سيظل باقيا، سيحيا بيننا، أنا شخصيا لن أستطيع نسيانه، ولن يغيب عن ناظري أبدا كيف مات بسكينة يعلم الله انني أغبطه عليها، ويغبطه عليها كل ذي عقل ايا كانت ديانته، فهكذا تموت الرجال.
توضيح الواضح: استحضارا لذاكرة الشهداء التي مر شريطها في ذاكرتي وأنا أكتب عن شهيد ازرع، تذكرت شهيد الكويت مبارك النوت، عاش رجلا ومات رجلا مبارك النوت الذي كان يجب ان تدرس حادثة استشهاده في مناهج التربية، مبارك فالح النوت المقلدي الجبلي المطيري، كان أحد معارضي تعليق الدستور وأحد أكبر معارضي السلطة في الكويت، ومع هذا عندما احتل العراقيون الكويت، رفض أن ينزل صورة الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، فألقى العراقيون القبض عليه، وعذّب، وقادوه الى ساحة جمعية العارضية في يوم 12/9/1990 وأعدم أمام مرتادي الجمعية، كان يخالف السلطة في طريقة عملها وأسلوبها وتعاطيها مع الشأن الديموقراطي، ولكنه كان مؤمنا بشرعية آل الصباح، وهو الأمر الذي لن نحيد عنه حتى وان اختلفنا، لأنه أمر في أصل الدستور الذي ندافع عنه، وهو الدرس الذي أعطاه لنا جميعا الشهيد الرجل مبارك النوت.
ذعار الرشيدي
تعليقات