لم تمزقوا الصور بل مزقتم كرامتكم

لا أحد ينكر دور المعارضة في أي بلد كان فرب معارضة حررت دولها وشعوبها من إستعمار أجنبي أو إستغلال محلي ، ولا أحد ينكر دور المعارضة الكويتية سواء الدائمة حسب الرؤى أو المؤقتة حسب المواقف فهم رجال لا تقل وطنيتهم أوحبهم للكويت عن أي مواطن آخر .
ولكن السؤال هنا ليس عن دوافع هذه المعارضة أو تلك وإنما عن أسلوبها فقط لاغير .
فكيف يسمح لبعض الرعاع الذين شوهوا صورة المعارضة الكويتية الشريفة بتمزيق أو حرق صور لرجال دولة لم يتسلقوا السلطة التنفيذية أو التشريعية بدباباتهم وإنما جاءوا بإختيار دستوري محض إما عن طريق صاحب السمو أمير البلاد أو بواسطة الشعب الكويتي الذي إختارهم بمحض إرادته .
ولكل من قام بتمزيق صور رئيس ونواب الأمة أو سمو رئيس مجلس الوزراء لا أقول له إلا حسبنا الله ونعم الوكيل عليكم وعلى من أمركم بذلك أو حرضكم عليه ، وعليكم أن تعرفوا بأن هناك رجال باعوا أرواحهم فداء لصورة ترمز للكويت بينما أنتم للأسف اليوم تشترون مجدا زائفا على حساب سمعة الكويت ووكرامة شعبها .
ومثلما إرتأيتم أنه من حقكم التعبير عن آرائكم بالطرق والوسائل والأماكن والأوقات التي ترونها مناسبة فمن حقنا نحن كذلك أن نعبر عن آرائنا بما يناسبنا ولكن الفرق بيننا وبينكم كبير ، فنحن لم ولن نمزق صور أحد من

رموز هذا الوطن رجال كانوا أو نساء أومراهقين ولم نغلق الشوارع والطرق ونزاحم المارة ولم نشاغب ضد أحد ولكن أقلامنا كافية للرد عليكم.

ليتكم قبل أن تمزقوا الصور قد قمتم بقراءة مواد الدستور ولو لمرة واحدة ولعرفتم حينها أن ما تطالبون به لا يتطابق والدستور الكويتي الحر وأن ما فعلتموه يناقض بالقول والفعل أخلاق شعبنا وسلوكيات مجتمعنا .

ليتكم قبل أن تحرقوا الصور قد قارنتم بين رواتب الكويتيين وغيرهم من الخليجيين والعرب بل وحتى الغرب ، وليتكم حمدتم نعم الله علينا من أمن وأمان ورفاه وإطمئنان ، ليتكم شعرتم بأحاسيس ومشاعر أهالي من حرقتم ومزقتم صورهم وهم من أهل الكويت الذين لا يقلون عنكم بشيء .

لذا إعتذروا فورا ليس لمن مزقتم وأحرقتم صورهم بل إعتذروا للكويت وشعبها فكم من مراهق جهل ما يفعله وأضاع ما يقصده  .

ومن أراد أن يغير العقول فليكسب القلوب قبلها وأنتم بفعلكم هذا قد رفضتكم العقول وكرهتكم القلوب .