د. ابراهيم بهبهاني يشبه طريقة التجديد للعمداء في جامعة الكويت باستفتاءات التجديد لبعض الرؤساء العرب والتي لاتعرف غير كلمة 'نعم'

زاوية الكتاب

كتب 882 مشاهدات 0


 

التجديد للعميد واستفتاءات الثلاث تسعات 
 

د. إبراهيم بهبهاني     
 
 
 
اختيار عميد او التجديد له في جامعة الكويت صار يشبه استفتاءات التجديد لبعض الرؤساء العرب الخالدين قبل حدوث الثورات الشعبية، عادة ما يتخذ القرار من فوق بالتجديد وما على الرعية الا الامتثال لتلك الرغبة مع التوصية بألا تنزل النسبة الى اقل من التسعات المشهورة في قاموس السياسة العربية، ابتلينا في جامعة الكويت بظاهرة التقليد الاعمى عند التجديد لاحد العمداء «تقليد عربي متخلف» مفاده ليس مهماً آراء الناس، المهم ان تحصد المجموع وتقول نعم للتجديد وما عداه يدخل في التفاصيل وطريقة اخراج الفيلم، اننا نمارس الديموقراطية بالاقتراع او بالتصويت!
يتم تشكيل لجنة تتولى مهمة التجديد والاختيار والتقييم وفي هذا عمل جيد، ولكن تفاجأ ان من يترأس اللجنة والاعضاء فيها من اشخاص غير حياديين بل لهم مصلحة بالتجديد للعميد واختيارهم تم بناد على المصلحة المشتركة التي تجمعهم والا كيف تأتي بعضو لجنة وهو الشخص الثاني المتسبب اصلا في مشكلات التعيينات والترقيات ووجوده دائم بمعظم ان لم يكن بكل اللجان، المهزلة التي تراها امامك لا تحتاج الا لمن يخرجها الى العلن كي تكون شاهدة على ما نقول، يأتون اليك للسؤال والاجابة على هل توافق على التجديد؟ او لا توافق او توافق بتحفظ وليس لك ان تقول اي شيء اخر غير نعم او لا او بتحفظ وعندما تحاول ان تنال حقك بالتحفظ وتسجل ما تعترض عليه يأتيك الجواب «ماكو وقت» نحن في موضوع واحد.. نجدد ام لا نجدد.. طيب.. اذا كنتم متخذين القرار بالتجديد فلماذا هذا العذاب وتأتون بالاساتذة واعضاء هيئة التدريس؟
ومع ذلك حاولت ان اشرح موضوع الترقيات التي حصلت عام 2009 وهي مخالفة للقانون، التي تحرم من لا ترغب به وتأخذ من تحبه لاعتبارات شخصية، وكذلك موضوع العبء الدراسي الذي اغتصب مني ومن اخرين والاهم من هذا «المنهج الدراسي» وهو المنهج الذي وضع في 2002 وكان يجب تعديله بعد خمس سنوات اي في 2007 وهذا لم يتم حتى الان رغم ان البرنامج الجديد بدأ مع كلية الطب في 2005 ولم يتم تعديله ولا مراجعته وعندما يجري سؤالهم عن السبب بعدم التعديل يقولون «قاعدين بنشتغل فيه» تخيلوا معي ان طلبة كلية طب الاسنان وهم في السنة السادسة يفترض ان يتخرجوا بعد عام والى الان لم يتمكنوا من الانتقال الى المنهج الجديد بل مازالوا يتلقون محاضراتهم بالمنهج القديم وللمفارقة العجيبية يكتبون على الموقع الالكتروني للكلية ان المنهج الجديد تم العمل به في العام الدراسي 2006 - 2007، مع كلية الطب والسؤال الدائم اذا كان القائمون على الكلية غير مؤهلين للقيام بوضع المنهج الجديد لماذا لا تعطى الفرصة لمن يملك الخبرة والمعرفة؟ لماذا ومنذ العام 2005 ونحن نطالب ونلح بالطلب بضرورة تشكيل مجموعة متجانسة تتولى هذه المهمة، باستطاعتها ان تطلع على تجارب كليات عالمية وتختار الانسب منها وتشتري تلك المناهج اذا وجدت ذلك مناسبا، للاسف كان كل هذا الكلام في واد ورئيس اللجنة والاعضاء في واد اخر، هم يعملون على التجديد للعميد سواء اعترضت على اللجان ام على المناصب ام على الرؤساء ام دعوت لتطوير المنهج، الحقيقة المرة ان اللجان التي شكلت في السابق لم تلتئم الا مرة واحدة وبالكاد سجل محضر وفيما عدا ذلك بقيت اللجان على الورق، حتى المهام الرسمية تمنح لاشخاص وتحجب عن اخرين لاسباب شخصانية ومزاجية، فالمهمات الرسمية لاختيار الممرضين والاجهزة والفنيين تذهب الى اشخاص لم يمض على وجودهم الا سنة او سنتين، في حين ان الاقدم والاعلى درجة والاكثر خبرة يتم استبعادهم، وفي النهاية ليس لديهم استعداد حتى للاعتراف بالخطأ، يبدو انني ذهبت بعيدا في التحليل والتفسير، والجماعة ذهنهم في مكان اخر يريدون اكبر عدد ممكن من الموافقين على التجديد للعميد، ولا بأس من تخويف بعض الجنسيات غير الكويتية بالتصويت على التجديد.. فالكلية لا تعرف غيره.. وهي من النوع الذي لا يقبل التغيير.. فالجمود والتسلط هما سيدا الموقف والساحة.

 

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك