مفرح العنزي يتناول أهمية الميليشيات الوطنية المسلحة في الكويت
زاوية الكتابكتب إبريل 24, 2011, 11:57 م 1997 مشاهدات 0
مفرح العنزي
الاثنين 25 أبريل 2011 - الأنباء
في ظل التوترات السياسية التي تمر بها منطقة الخليج العربي وبالرغم من التجارب الأمنية والضرورات الملحة التي تفرض نفسها على ارض الواقع، الا اننا نجد ان الحكومة لم تعلن الى الآن عن تنظيمات مدنية تساند التنظيمات العسكرية في الكويت ففي السعودية نجد هذه التنظيمات تتمثل في افواج القبائل التي كان لها دور مشهود اثناء احتلال الكويت وكذلك في مواسم الحج وهم الآن مستعدون لمواجهة اي اضطرابات قد تمس نظام الحكم وافواج القبائل هي عبارة عن ميليشيات مسلحة تأتمر بإمرة شيخ القبيلة الذي يتلقى أوامره من السلطات العليا في الدولة.
كذلك هناك تنظيم آخر في الاردن يسمى قوات ابناء العشائر وهي عبارة عن ميليشيات مدنية مسلحة استطاعت وبجدارة ان تحسم الموقف لصالح الملك ايام اضطرابات الحكم المسماة بأيلول الاسود في بداية السبعينيات وهذه الميليشيات «أبناء العشائر» فعلت بالمتمردين الفلسطينيين ما لم تستطع قوات الأمن الأردنية فعله وانقذت النظام الاردني من الزوال المحتم.
اما في الغزو العراقي الغاشم للكويت فقد استخدم المقبور صدام الجيش الشعبي وهو قوات مدنية مسلحة لمساندة الجيش العراقي.
وفي مصر وفي ظل ثورة 25 يناير انفلت زمام الامر من قوات الأمن وأصبح البلطجية «او البلاطجة» باللهجة اليمنية يصولون ويجولون ويرعبون السكان المدنيين فتشكلت اللجان الشعبية في الاحياء السكنية وهي عبارة عن مجموعة من شباب الحي يسألون القادم الى هذا الحي مجموعة اسئلة منها «انت مين؟ وجاي لمين في الحتة دي؟» واذا لم يجب عن هذه الاسئلة يتم طرده بالقوة، وتعتبر هذه اللجان الشعبية صمام امان لأبناء الحي من الغرباء بالرغم من بساطتها وبساطة اسلحتها.
ونحن في الكويت ومن الناحية البديهية يقودنا تفكيرنا الى ان السلك العسكري الكويتي بجميع تشكيلاته سيكون مشغولا بالحدث ســواء اضطـــرابات او حــرب لا سمح الله وستبقى ثغرة الأحياء السكنية والنقاط الأمنية مفتوحة امام عدو الدولة ايا كان نوعه او حجمه لذلك علينا ان ندرك ونستشعر اهمية افواج ابناء القبائل في الكويت وقد استخدم هذه الورقة القائد العسكري خالد بن الوليد رضي الله عنه في معركة مؤتة عندما قال لجيشه «تمايزوا كي نعرف من اين نؤتى» فأبناء القبائل يعرفون بعضهم بعضا ويدينون بالولاء والطاعة لصاحب السمو الأمير وهذا الامر اي الولاء والطاعة لشيخ القبيلة وأمير البلاد يعتبر العمود الفقري للمفهوم الاجتماعي في القبائل العربية بل هو جزء لا يتجزأ من تنظيماتها الاجتماعية المتوارثة منذ آلاف السنين فعلى سبيل المثال نجد ان 99% من ألوية المتطوعين المدنيين اثناء تحرير الكويت هم من ابناء القبائل كذلك نجد ان اجدادهم شكلوا السواد الاعظم من المقاتلين في الغزوات والمعارك التي خاضها شيوخ الكويت الأوائل ضد أعدائهم وقد قدموا ارواحهم فداء للكويت وقد كانوا جيشا للملك عبدالعزيز آل سعود (رحمه الله) الذي انطلق من الكويت لتحرير الدرعية قبل اكثر من مائة عام. وتشكيل ألوية ابناء القبائل في الكويت ليس بالأمر الصعب او المستحدث في المنطقة ولا يشكل اي حرج للحكومة الكويتية بل انه يعزز قوتها ويزيد قنوات التواصل والتفاهم بينها وبين نواب ابناء القبائل في المجلس ويقوي النسيج الاجتماعي، كما يبث روح الامن والطمأنينة في نفوس المدنيين العزل اثناء الازمات التي تمر بها الكويت بعد انشغال الاجهزة العسكرية في الدولة بمعالجة الازمة بل انهم سيكونون ركنا اساسيا في ادارة الازمة ويمهدون الطريق لعودة الدولة الى حالة الاستقرار وانا لا ادعو الى هذا الاتجاه من باب التشاؤم ولكن من منطلق الاستفادة من دروس وعبر دولية، كذلك واقعنا وواقع الشرق الاوسط الكبير يفرض علينا ان نتمسك بأرضنا وأميرنا بأي وسيلة كانت، لذلك آن الاوان للحكومة ان تعلن هذه الألوية المسلحة المدنية قبل فوات الأوان، حفظ الله الكويت وشعبها وأميرها من كل مكروه.
تعليقات