ذعار الرشيدي يسأل من يُوجه الشكر للنواب: «هل يستحق وطنك ان تبيعه من أجل معاملة؟».

زاوية الكتاب

كتب 875 مشاهدات 0


أشكر سعادة النائب! 
 
الاثنين 25 أبريل 2011 - الأنباء 
 
 
 
 

«شكر وعرفان للنائب/.... على ما بذله تجاهي وتخليص معاملة علاجي في الخارج»
و«شكر للنائب على تخليصه معاملتي».

و«شكر للنائب على سعيه لتجنيسي».

الجمل الثلاث أعلاه جمل اعتدنا ان نراها على شكل لافتات قماشية عملاقة أمام الدوارات الرئيسية أو على مداخل المنطقة «وخاصة المناطق الخارجية» وأحيانا تصلنا كرسائل هاتفية قصيرة معممة، وعلى فكرة مثل هذه الرسائل لا تصل إلا الى الهواتف المسجلة بأسماء بدو، لذا فاخوتنا الحضر مرتاحون منها الا اذا كان «مقرود» واشترى هاتفا كان في السابق ملكا لـ «بدوي» فـ «يا ويله يا سواد ليله» لأنه بذلك سيستقبل بشكل يومي شكراً وعرفاناً لثلاثة أرباع نواب المنطقتين الرابعة والخامسة.

وثقافة «شكرا للنائب» ثقافة مجترئة وخارجة عن ثقافة المؤسسات التي ندعو لها ـ ولكن المسؤول عن هذه الثقافة المريضة وهنا ليس التماسا لعذر أحد ـ ليس النائب الذي كسر القانون لعيون ناخبيه من أبناء قبيلته، ولا الملوم المواطن الذي لجأ الى النائب رغم اشتراكهما بخطيئة الاجتراء على القانون أيا كان نوع المعاملة وأيا كان هدفها الإنساني، فالملوم أولا وأخيرا هي الحكومة التي سمحت بل رعت مثل هذه الثقافة وشجعت عليها، ولم تكتف بهذا فقط بل تروج لها، ولم يتبق أمامها سوى ان تنشرها كإعلانات مدفوعة الأجر وتستأجر لها فتيات إعلان جميلات لتحرص على ان يكون تأثيرها أبلغ وأوقع.

هذه الثقافة يجب ان تتوقف تماما، وعلى الحكومة ان كانت صادقة في قولها أنه لا أحد فوق القانون ان توقف مهزلة الاجتراء على القانون عبر فتح باب الاستثناءات لنواب محددين لا يعرفون سوى تخليص المعاملات التي تفتح أمامها جميع أبواب الوزارات لعيون نائبها المأجور.

عزيزي النائب لم ننتخبك لتخلص لنا معاملاتنا بل لتُشرع وتراقب وتحافظ على مكتسباتنا الدستورية، لا ان تدخل أحد أبنائنا كلية الضباط ولا أن تمنح ابننا الآخر فرصة للسفر لتلقي العلاج في الخارج، فإن كان مستحقا ووفق إجراءات القانون، فنحن لسنا بحاجة لك ولا الى سعيك، ولا شكر الله سعيك ان كان لكسر القانون، ولا شكر سعي الحكومة ان كانت تشجعك على ذلك وتفتح لك أبواب الاستثناءات.

وبذمتكم، نائب لم يطلب نقطة نظام واحدة طوال دوري انعقاد، فعلى أي أساس سعى الى شرف تمثيل الأمة؟! نائب لم يراقب ولم يتقدم بقانون على أي أساس أقول انه ممثل الأمة؟!

ورسالتي الى كل من وجه شكرا الى أي نائب اسأل نفسك «هل يستحق وطنك ان تبيعه من أجل معاملة؟».

لست مثاليا، ولكن من المعيب جدا ان نكون في العام 2011 في زمن التغيير الكامل الى الديموقراطية والتحول الى دولة المؤسسات وهناك من لايزال يقول: «اشكر النائب فلان الفلاني لتخليصه معاملة علاجي في الخارج».

ذعار الرشيدي


 

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك