وضحة المضف لدول الخليج: 'كونفدرالية' خليجية للخروج من بين أقدام الفيل الإيراني ؟!

زاوية الكتاب

كتب 1983 مشاهدات 0


وضحة أحمد جاسم المضف / الرسم بالكلمات / آن أوان التشدد مع إيران
 

 
إيران فقدت صوابها بعد فضيحة التآمر الصفوي وانكشاف أمر الخلايا النائمة بإدانة الشبكة التجسسية الإيرانية في الكويت، وقبلها محاولة قلب نظام الحكم في البحرين... كل ذلك يؤكد سعي إيران الدؤوب لقلب النظام الإقليمي، وإن أردنا التأمل في الأحجية الإيرانية بصورة ملائمة فعلينا سبر أغوار إيران... فالسياستان الداخلية والخارجية الإيرانية تشتملان على العديد من المفارقات والتناقضات بين اللين والشدة ولا نحتاج إلى كثير من التمحيص والتدقيق في علاقات إيران الدولية كي ندرك أن عنفها وتشددها السياسي لا يتسم بالاستمرارية، ويتضح ذلك في عام 1992 حين أقدم عملاء إيرانيون على اغتيال قيادات كردية منها... السيد صادق شرفكندي قائد الحزب «الديموقراطي الكردستاني» في مطعم ميكونوس في برلين، حيث التحقيقات أثبتت أن حادثة الاغتيال تمت بأمر من القيادة العليا في النظام الإيراني وعلى رأسهم أحمدي نجاد الذي قدم الدعم اللوجستي في ذلك الوقت لمنفذي اغتيال القادة الأكراد، وتلك كانت المرة الأولى التي تؤكد فيها محكمة أوروبية وبالوثائق الرسمية دور القيادة الإيرانية في العمليات الإرهابية المنظمة. في حينها قرر الاتحاد الأوروبي سحب مبعوثيه من طهران بصورة عاجلة اثر إدانة مسؤولين إيرانيين في إحدى محاكم برلين عام 1997 وفرضت ألمانيا قيودا تجارية على إيران. الموقف الحازم الذي اتخذته ألمانيا دفع إيران للتخلي عن سياسة استهداف المعارضين في المنفى وبذلك أسدل ستار الإرهاب والاغتيال الإيراني في دول أوروبا.
هذه الحادثة أهديها للنائب فيصل الدويسان خصوصاً بعد تصريحه الذي ينم عن أمية سياسية عندما ذكر أن «أميركا اكتشفت خلية تجسس إسرائيلية وعلاقتهم الديبلوماسية لم تتأثر». بتصريحك هذا يا فيصل كسرت من حيث أردت أن تجبر، فقد أكدت إدانة إيران بالتجسس على الكويت. والحقيقة استفزني استغراب فيصل الدويسان الهجمة الشرسة على إيران، فيا فيصل قل خيراً أو اصمت، فهل تريد أن تستخف بعقولنا، فمن الذي يهجم على من؟ إلا الكويت وأمنها لهما من يدافع عنهما، فأي عزاء أيها النائب... فإن لم يتغير الخطاب السياسي الساعي لتفريقنا الذي يحابي دولاً أخرى على حساب الكويت فسنصبح قريباً أول جيل يترك خلفه الكويت وهي أكثر انقساماً وتشظياً من تلك التي ورثناها من الأوائل، فلا يغيب عن ذهني أبداً الغزو العراقي وأصر بإلحاح على أن للقيادة السياسية دورا مهم لإيقاف التصريحات السياسية المهزلة.
لقد آن الأوان أن تتبع دول الخليج الاسلوب الألماني نفسه لتوقف إيران عند حدها وتدفعها لعدم التدخل في شؤونها الداخلية وترغمها على وقف دعم الخلايا النائمة التي زرعتها في الداخل الخليجي، فإيران دائماً تنظر لأهمية علاقاتها الاستراتيجية والاقتصادية مع دول الخليج، فقطع العلاقات التجارية والديبلوماسية يشكل ورقة ضغط لتغيير سياسة إيران ولا بد من الاستفادة من هذه الورقة فالخليج العربي يمثل أكثر المواقع الاستراتيجية أهمية والمنفذ الرئيس لطهران والطريق المباشر إلى أسواق البترول العالمية، لذا نجد الخليج العربي من أولى أولويات إيران وتسعى جاهدة للسيطرة على المجرى المائي المهم الذي يمثل عصب الحياة الاقتصادية بالنسبة لها.
دعوني أكون أكثر ايضاحاً وتحديداً... إن خلافنا مع إيران سياسي، ووراءه أطماع استعمارية، وليس طائفياً، ولكن المدلسين غلفوه بالطائفية للوصول إلى أطماعهم الاستعمارية بالسرعة الممكنة، فعلى دول الخليج أن تمارس ضغطاً أكبر وتصعد من سياستها العقابية خصوصاً في الجانبين الاقتصادي والديبلوماسي لاحتواء نفوذ إيران، وهذا لا يمكن إلا بالتفكير بشكل عاجل بكونفيديرالية خليجية للخروج من بين أقدام الفيل الإيراني وإلا كان ما ذكرت نفخاً في رماد.
*
الشيخ د.محمد صباح السالم الصباح: شكراً كبيرة، أثلجت صدور الكويتيين فاستمر.. قلوبنا جماعة معك، الدين واحد والهدف خدمة الشعب.

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك