تعليقا على إعلان يوم القيامة بدبي، مظفر عبدالله يرى ان ترويج الفكرة من اللطف ترويجها بشكل مسرحية ؟!
زاوية الكتابكتب إبريل 17, 2011, 12:16 ص 1264 مشاهدات 0
يوم القيامة... من دبي
مظفّر عبدالله
أول العمود:
نحن في الكويت محسودون من أكثر شعوب الدول العربية؛ نتمتع بالأمان والاستقرار رغم عدم وجود حكومة حتى الآن، لك الحمد يارب.
***
إعلان موعد اليوم العظيم والرهيب في دبي، جاء على يد جماعة تبشيرية تدير إذاعة 'فاميلي نيوز' العالمية والتي حددت ما أسماه البعض 'يوم القيامة' ليكون في 21 مايو المقبل، وهو الموعد نفسه الذي حُل فيه مجلس الأمة للمرة الرابعة عام 2006!
الجماعة التبشيرية ارتكبت خطأً كبيراً بترويج الفكرة على شكل إعلان في دولة إسلامية، إذ كان من اللطيف صياغة النبوءة المزعومة في شكل مسرحية تطوف بلدان العالم، خصوصاً أن أي إنسان سيكون شغوفاً بمعرفة وضعه في ذلك اليوم.
في الحقيقة، إن فشل الإنسان في أن يكون خير خليفة في الأرض ينبع من شعور ينتاب معظم البشر وهو اعتقادهم بأن الموت بعيد عنهم وهذه حقيقة، لأن الحي لا يرى الموت، ومن يموت لا يروي مشاهد ما تعرض له، فالموت كحدث شخصي يبقى مجهول الهوية للأحياء. من هنا فإن تعاطفي مع الجماعة التبشيرية ينبع من الجانب التذكيري الذي تطرق إليه إعلان 'تاريخ اليوم الرهيب'، ففي المعتقد الإسلامي هناك علامات صغرى ليوم القيامة قد نضجت وأصبحنا نراها رؤية العين مثل ارتفاع أسافل الناس من حولنا (خذ وخل)، كثرة الكذب في نقل الأخبار (قارن بين الـ'بي بي سي' وأكثر الفضائيات الكويتية)، وكثرة الزلالزل وغيرها من العلامات.
لاحظت أن معظم من علّقوا على واقعة إعلان دبي أخذوا الجانب الاعتقادي منه، وهو أن موعد القيامة في علم الله سبحانه، وهذا مما لانشك فيه، لكن ترافق لدى البعض الآخر فكرة الاستفادة من الإعلان من زاوية الاستعداد لذلك اليوم، فلو افترضنا جدلاً أن يوم القيامة في الموعد الذي بشرت به مجموعة إذاعة 'فاملي نيوز' لتحول البشر في هذه الأرض إلى نسّاك وعبّاد وخيّرين، ولقام سراق المال العام في الكويت على سبيل المثال برد كل ما سرقوه إلى ديوان المحاسبة دون الحاجة إلى الاستجوابات.
كم هي غريبة طباع البشر، يعتقدون أن الموت بعيد عنهم ويتداولون اسمه على ألسنتهم خصوصاً في المقابر، يعتقدون به ولا ينكرونه، لكن كلاً منهم يعتقد أنه الميت الأخير استناداً إلى أن تعداد سكان الأرض 'طاف الـ6 مليارات'.
هناك تحديان رئيسيان أراهما يواجهان كل إنسان في دنياه: الامتناع عن الكذب، وغض البصر، ولا أعلم إن كانت الجماعة التبشيرية في دبي قد تنبهت إلى هاتين الخصلتين، فإن لم تصدق رؤيتها بالنسبة إلى موعد 21 مايو فسيكونون أول ضيوف جهنم، أما الخصلة الثانية فأنا على يقين بأن أهل الغرب لا يمارسون عادة 'الخز' لأنها براءة اختراع محلية.
وفق الله أهل الأرض جميعا للاستعداد ليوم لا ريب فيه، ولكن بحسب التوقيت الاسلامي لا بحسب توقيت جماعة دبي.
تعليقات