صالح الشايجي ليس متفاجئا للكشف عن الشبكة التجسسية الإيرانية، بل متفاجئا من عدم قطع علاقاتنا الدبلوماسية معها ؟!

زاوية الكتاب

كتب 1001 مشاهدات 0



 
باب الشر 
 
الثلاثاء 5 أبريل 2011 - الأنباء
 
 

قد تبدو الكتابة هذه الايام عن إيران ـ وبالذات من كويتي تناصب ايران بلاده العداء وتهدف الى زعزعة أمنها واثارة الفتن فيها ـ نوعا من التجني أو التشفي بجسد متهالك مريض سقيم حبيس الوهم القديم، أو تجريحا بنمر ليس له من تنمّره الا لسان شقي وقلب أسود خبيث!
ولكن الامر بالنسبة لي ليس كذلك فأنا لا أتصيد المرضى ولا أكمن بليل لنمر خائر بذيء لسانه، ولست أكتب عن ايران لانها تجسست على بلادي وهي التي تظهر المودة الكاذبة، وتمد يمينا بيضاء عائبة بينما تخفي بيسراها خناجر السم، ولكنما أكتب عن ايران منذ سادها الجهل وساطتها الجهالة وفشا فيها ظلم حاكميها ضد محكوميها، فراحت تزرع أشواك شرورها في كل أرض قصية أو قريبة، لا وازع ولا ضمير ولا خلق يمنعها اتيان المشين مما تتعفف عنه حتى السائبات من البهم.

ايران ليست عدوا لبلادي وحسب، ولا هي عدو للكويتيين وحسب، بل ان ايران الماثلة تحت أقمار ليالينا ورهن شموس أيام هذا الزمن الاغبر، هي قبل ذلك عدو لايران ذاتها وللايرانيين السائطة ظهورهم بسياط الرهبة والذل والساملة أعينهم بمقالع من حديد سخين أحمر.

فرقت الشعوب وأشعلت نيران الفتن وأنفقت أموالها في حدائق الشر وفي جيوب أذيالها من الضالين والسائبين ومتردية القوم.

هذا ما يبرر الكتابة عن ايران السوداء، وهذا ما يدعو كل حر سيد الى بغضها ودفعها بحجج العقل لا بمرامي القومية الزائفة المرتجّة، فهذا السلاح القومي المرتج هو الذي تحارب به ايران وهو عدتها في كل حروبها، فهي أسيرة عقدتها الفارسية والتي هي محل تقدير تدين لها الحضارة الانسانية كلها، ولكنها باتت اليوم في أيد غير أمينة ولا مؤتمنة.

لكل ما تقدم فان خبر كشف الشبكات التجسسية الايرانية في الكويت لم يفاجئني، ولكن ما يفاجئني هو عدم قطع علاقاتنا معها.

هي باب للشر فسدّوه.

صالح الشايجي
 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك