...وعبدالله الفويضل يعتبر استقالة وزير الداخلية واجب أخلاقي

الاستقالة واجب أخلاقي

 
كتب , عبدالله الفويضل
 
 
 
في الوقت الراهن هناك الكثير من الأحداث الساخنة داخليا وخارجيا تستحق المتابعة من قبل المراقبين والمتابعين الا ان مأساة المواطن محمد الميموني من منظور أخلاقي وانساني هي من تستحق التوقف عندها ومراعاة عدم القفز عليها لأن هناك انسانا بريئا ازهقت روحه دون تهمة ودون اقترافه لأي جرم أو ذنب وما حصل هو انتهاك صارخ لحقوق الانسان وهو أمر خطير جدا، كيف يمكن تخيل ما تعرض له هذا المواطن من تعذيب وبشكل وحشي وقمعي؟ كيف لم تحرك آهاته وأناته ضمائرهم؟ وأي ضمير ميت لدى قتلة ومجرمين؟ هل وصلت الأمور الى قتل مواطن أخاه بهذه الوحشية؟ لماذا تلاشت في تلك اللحظات كل الروابط التي تجمع الجناة بالضحية؟ أين رابطة الدم؟ أين رابطة الدين؟ بل أين صفة المواطنة؟ أين الثقافة القانونية والحقوقية التي شربها هؤلاء الضباط في الكلية العسكرية وهي القاعدة التي يفترض ان تحكمهم في أدائهم لعملهم؟ أين صفة الصبر والانضباط التي يجب ان يتحلى بها العسكري؟ هل يمكن تخيل وتصور حدوث ذلك في الكويت؟ للأسف جريمة بشعة دوافعها العناد والتحدي اضافة للمرض الذي استشرى في البلد في الفترة الأخيرة وهو العنصرية ووزارة الداخلية المعنية بهذا الأمر وقفت متفرجة على من يروج تلك البضاعة حتى وقع الفأس على رأس الميموني، من يتحمل عواقب حدوث قضايا مماثلة في المستقبل، حادثة الميموني كانت بمثابة رأس جبل الجليد ذاب فظهرت من بعده قضايا تعذيب تعرض لها مواطنين ومقيمون من قبل رجال مناط بهم أمننا وحماية كرامتنا والسهر على راحتنا، كيف نطمئن بعد ذلك على أنفسنا وعلى مستقبل أبنائنا؟ ان الخشية تعترينا اثر ذلك الحدث، بل نتمنى ان ما حصل من تعذيب لا يكون نهجا للوزارة وندعو لفتح كل ملفات الحوادث التي ربما حدثت سابقا وتم غض البصر عنها وهو ما يكون قد دفع بمثل هؤلاء أو غيرهم للاستمرار في مثل هذا السلوك الوحشي لغياب المحاسبة والعقاب، ان قمة الاحساس بالمسؤولية وتحملها تجلت في المقولة الشهيرة للخليفة عمر بن الخطاب عندما قال وهو في ارض الحجاز «اخشى ان أسئل يوم القيامة عن دابة ماتت في العراق» وقبل شهرين قدم وزير في اليابان استقالته لمجرد زلة لسان وليس لأمر آخر، من هذا المنطلق ومن هذا المبدأ ومن أجل روح المواطن محمد الميموني فان استقالة وزير الداخلية هي واجب أخلاقي تقتضيه الظروف والاحساس بالمسؤولية أيضا.

عبدالله الفويضل