هل الديموقراطية حقيقة أم من واقع خيال الرسام السياسي الدولي؟، سؤال يطرحه حسن عباس ؟!

زاوية الكتاب

كتب 604 مشاهدات 0


د. حسن عبدالله عباس / كذبوا وصدّقناهم! 
 
 
كذب الغربيون كذبة كبيرة وصدقناهم سريعاً، كذبوا وقالوا لنا ان الديموقراطية هي الحل! كذبوا وقالوا ان الديموقراطية موجة ستعم الجميع! كيف ستتغير الحال والديموقراطية لم تقترب من العالم بأكثر من معناها لدى «حزب البعث»! قالوا لنا ان الديموقراطية بأن يحكم الشعب نفسه بنفسه، وقالوا إنها حُكم الأغلبية وحرية الرأي، فهل هي حقا كذلك؟
عدد دول العالم 225 دولة بتعداد سكاني يصل تقريباً إلى سبعة مليارات إنسان، ومع ذلك تتحكم في القرارات الأممية خمس فقط تمتلك الفيتو ولا يشكل تعدادها السكاني بأكثر من 25 في المئة، والأصــــح أنها دولة واحدة لا يتجاوز وزنها الســـــكاني للعالم بأكثر من 4 في المئة!
تقدر الاحصاءات المالية العالمية بأن ربع الثروة في العالم تقع في الولايات المتحدة الأميركية، وأكثر من نصف هذه الثروة يسيطر عليها أقل من 1 في المئة من الشعب الأميركي! وأذكرك إلى أن أميركا تمتلك أكبر قوة صوتية مؤثرة في قرارات البنك الدولي، البنك الذي يترأسه روبرت زوليك «الأميركي»!
وبما أن العرب جزء من هذا العالم الديموقراطي، فقد أُخِذوا بهذا الكذبة على حين غرة ومن دون وعي (أو بوعي فلا فرق)، فصار الشعب الذي يزيد تعداده على 300 مليون يتحكم في مصيرهم الداخلي والخارجي والتاريخي والمستقبلي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي وأملهم في الحياة دولة لا يتجاوز سكانها الثمانية ملايين وبدعم أميركي مطلق!
وما دمنا نتحدث عن الوضع العربي، أصبحت تونس اليوم مُلهمة الشعوب العربية في الحرية والكرامة والديموقراطية وحرية الرأي وتقرير المصير مرددين جميعهم أبيات الشابي «إذا الشعب يوماً» حتى انتقلت العدوى إلى الجزائر ومصر واليمن والدول العربية الأخرى، فهل تعلمون من يدير حركة هذه الجماهير المليونية؟ اثنان! يعود الفضل إلى القادة الثوار مارك زوكربيرج (مؤسس الفيسبوك) وإيفان ويليامز (مؤسس تويتر)!
تقدر اليونيسكو بأن عدد الباحثين حول العالم ارتفع من 5.8 في عام 2008 إلى أكثر من سبعة ملايين حول العالم في الأعوام المتأخرة، من يتحكم بمصير هذه النخب عدد محدود من الأفراد لا يتجاوزون أصابع اليد أهمهم بيل جيتس (مايكروسوفت) ولاري بيج (غوغل) وستيف جوبز (أبل)!
آخر وأهم الأحدث العالمية على جميع المستويات سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو ترفيهية أو تسويقية أو دينية أو أي شيء معني فيه الفكر الإنساني، أهم هذه الأخبار تتحكم فيها ست بوابات الامبراطوريات الإعلامية الأكبر بطول التاريخ الإنساني وهي: جنرال الكتريك، والت ديزني، نيوز كورب، تايم وارنر، فاياكوم، سي بي اس!
هل الديموقراطية حقيقة أم من واقع خيال الرسام السياسي الدولي؟

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك