حملة الدفاع عن الدستور برأى وليد الرجيب قضية تهم الشعب الكويتي وليست صراعا بين القبائل والحكومة أو بين بدو وحضر

 الراى

 وليد الرجيب / أصبوحة / بين أسيل وشيوخ القبائل
 
 وليد الرجيب 
 

تابعت اللقاء الذي أجرته قناة الوطن مع بعض شيوخ القبائل في الكويت، والذين كان حديثهم يدين بشكل أو بآخر التجمعات والندوات الأخيرة، فيما تميز بينهم شيخ قبيلة العوازم بموقفه.
ومن الغريب في الكويت بالذات، وهي تستعد للاحتفال بالعيد الخمسين للاستقلال، وترسيخ دولة المؤسسات والقانون، أن يتم اللجوء إلى ما يسبق تكون الدول، من أجل حل مشكلة لها علاقة بالدستور والنظام الديموقراطي.
في الكويت المدنية، يصبح وضع شيوخ القبائل، مثل وضع كبار رجال العوائل، يحظون بالاحترام والتقدير الاجتماعي، حسب القيم العربية والكويتية، لكن هؤلاء الشيوخ وكبار رجال العوائل، لا يملكون تغيير القناعات السياسية لأبنائهم، فالقناعة والموقف السياسي أمران شخصيان، ولا يجب أن ينبعا من موقف قبلي أو عائلي، فكثير من الأبناء يخالفون آباءهم في قناعاتهم السياسية.
في الكويت ليس لدينا شيوخ إلا شيوخ عائلة الصباح، وليس لدينا أمير إلا سمو أمير البلاد، الذي نُجلّه ونحترمه على المستوى الشخصي، كما هي عادة الكويتيين منذ صباح الأول، وإضافة إلى العلاقة الأبوية، تحكمنا مع أمير البلاد مواد دستور 1962م.
إن حملة الدفاع عن الدستور، والموقف من سياسات الحكومة، أصبحت قضية سياسية أزيلت عنها الصبغة القبلية والطائفية والفئوية، أي أصبحت قضية تهم الشعب الكويتي، بكل مكوناته وفئاته، وليس كما يصورها البعض بأنها صراع بين القبائل والحكومة أو بين بدو وحضر، وهذا التصور الخاطئ هو ما دعا إلى اللعب بورقة شيوخ القبائل، وهي ورقة خاسرة في دولة مدنية، ذات نظام ديموقراطي ودستور تنظم مواده، علاقة الحاكم بالمحكوم.
ولعل الحكومة بقمعها للنواب وأبناء الكويت العزل، وتأييد بعض وسائل الإعلام المقروءة والمرئية لهذا الإجراء، قد ساهمت دون قصد بتوحيد مكونات الشعب الكويتي، على قضية تمس الشعب بأسره.
*
ومن جانب آخر، كان موقف النائبة الدكتورة أسيل العوضي، موقفاً وطنياً شجاعاً ومسؤولاً، تميز عن مواقف بعض النواب المعارضين لنواب إلا الدستور، وكانت رسالتها المباشرة إلى سمو الأمير، رسالة تنم عن موقف ابنة له، يحمل الكثير من الاحترام، لكن في نفس الوقت بعيد كل البعد عن النفاق، كما أن مشروع التعديلات على قانون المطبوعات والنشر والمرئي والمسموع الذي تقدمت به، هي تعديلات تستند إلى الحريات التي نص عليها الدستور، وإن كان طموحنا في قانون يواكب العصر أكثر، وبهذه المواقف استعادت د. أسيل ثقة الناخب بها وبموقفها الوطني الذي عرفت به منذ أن كانت طالبة في جامعة الكويت، ونتمنى أن يحذو بقية النواب حذوها لصالح الكويت، ليستعيد المواطن ثقته في ممثلي الأمة، الذين أوصلهم صوته إلى عضوية مجلس الأمة.

وليد الرجيب