يانواب الشارع أفسدتم حياتنا ـ د.معصومة إبراهيم
زاوية الكتابكتب ديسمبر 25, 2010, 12:57 ص 963 مشاهدات 0
القبس
نواب الشارع أفسدوا حياتنا
كتب معصومة أحمد إبراهيم :
عقود متتالية مرت علينا في الكويت بلد الخير والأمن والأمان والتسامح، جبلنا فيها على حب الجميع واحترام الآخر وتوقير الكبير والالتزام بالقانون، إلى أن ضربت وحدة المجتمع فوضى التجنيس العشوائي، التي أفسدت علينا حياتنا، وأخذتنا بعيداً عن عاداتنا في خضم انتماءات قبلية وطائفية وشخصانية، تنهش جسد المجتمع، وتمزق نسيجه الواحد الذي حافظ عليه طوال تاريخه، وقد تجلى ذلك بوضوح في الانتخابات الأخيرة، سواء انتخابات مجلس الأمة أو الاتحادات والجمعيات والنقابات، وحتى في انتخابات الاتحادات الطلابية في تعاطي هؤلاء مع الأمور، من خلال التطاول على رموز المجتمع، والتعدي بالسب والقذف والتشهير على كل من لا يتفقون معهم في الرأي، ولا يخدمون مصالحهم، فأصبح العنف، سواء اللفظي أو البدني، ظاهرة سائدة في مجتمعنا، بالشكل الذي نراه اليوم، والذي لم نعتد عليه أبداً، كممارسة القوة الجسدية بالضرب والإهانة والسب والتجريح، وغابت مصلحة الوطن خلف شعارات جوفاء تهدم ولا تبني وتفرق ولا توحّد.
لقد جاءت الفرعيات بنواب يفتعلون الأزمات، ويختلقون المشكلات، ويزجون بالشعب في أمور من المفترض حلها تحت قبة البرلمان، وليس الشارع، هؤلاء النواب كان من الواجب عليهم ترجيح العقل في حل المشكلات والخلافات، وتغليب لغة الحوار البنّاء المستند إلى الدستور، لأن ما قاموا به من تأجيج للشارع أمر غاية في الخطورة، لأنه يسهم في خلق الصراعات والتناحر بين فئات المجتمع، وقد أساء هؤلاء النواب إلى الديموقراطية التي يجهلونها، فالحرية ليست بتجاوز القانون، وإعلان العصيان، وضرب الآخرين وتحدي توجيهات سامية، دعت إلى منع التجمعات خارج الديوانيات، حماية لأمن المواطن والمقيم، على هذه الأرض، واستقرار البلاد وسيادة أمنها، لكنهم لم يمتثلوا ويستجيبوا لرجال الأمن، الذين قدموا من أجل تطبيق القانون، بل قاوموهم، وحاولوا الاعتداء عليهم، وهي جريمة خطيرة يعاقب عليها القانون.
وقد شاهدنا من خلال القنوات الفضائية، ومن خلال الصور التي تصدرت الصحف المحلية، تحريض النواب الجمهور على العصيان، وعدم الالتزام بالقانون، ثم ظهروا بعد ذلك بصورة المعتدى عليهم، وبدأوا في تأجيج الشارع، والادعاء بأن الحكومة قد اعتدت على كراماتهم، وأنهم ماضون في تقديم الاستجواب لرئيس الوزراء.
إن الأمور ازدادت تعقيداً لدرجة التذمر والخوف من فقدان الأمن، في وجود هذا التعنت غير المبرر، وبات من الضروري التعامل مع أي محاولة لتقويض أمن المجتمع واستقراره بأقصى درجات الحزم وتطبيق القانون بحذافيره حفاظاً على بلادنا وحماية لها ممن يريدون العبث بأمنها ووحدتها واستقرارها ونهضتها وعلينا جميعا أن نقتبس من كلمات أميرنا الراحل الشيخ جابر الأحمد طيب الله ثراه «الكويت باقية ونحن زائلون.. حفظ الله الكويت من كل مكروه».
أ. د. معصومة أحمد إبراهيم
تعليقات