متمنيا رؤية فورميلا 1 في الكويت.. نواف الفزيع يرى أن كل شئ في ديرتنا أصبح خربا، حتى الملاعب، ولايتطور فيها شئ سوى افتتاح المطاعم

خربه

 
كتب المحامي نواف سليمان الفزيع
 
 
عيدكم مبارك وإجازة سعيدة يا أهل الكويت.
في هذه الإجازة كنا في متابعة ما بين هنا وهناك فمن خبر تسرب غاز الأحمدي والمضاف لخبر محطة مشرف وتسرب محطة مشرف الى خبر اللحوم الفاسدة والاسماك الفاسدة، ما نقول الا «شهالديرة الفاسدة»؟!
تابعنا مباراة الارجنتين والبرازيل الودية في قطر وشاهدنا ارضية ملعب اوروبي بكل المقاييس مقارنة بملعب استاد جابر وارضيته التعبانة التي قد تكون من وراء خسارة القادسية الكويتي من الاتحاد السوري ونحن نشاهد كيف تنط الكرة على ملعب يقولون عنه جديد، الملعب القطري اخذ نصف مدة الملعب الكويتي في الانشاء والنتيجة «خربة في خربة».
من ملاعبنا الخربة الى سياحتنا الخربة ايضا، ففي فيلكا احلى الجزر سابقا والمهملة منذ التحرير، بيوت عربية مكسرة تقطن بوضع اليد واطلاق نار في انصاف الليالي وتشفط بالبقيات ودوريات المخفر الاثنين خربانة!
البقي بـ25 دينار بالساعة والدراجة بـ12 دينار بالساعة ولا عزاء للموظفين الذين يريدون تمضية اجازتهم في فيلكا مع اسرهم والرواتب آخر الشهر ونحن في نصفه.. في فيلكا الخربة والتي اصبحت كأنها الفلوجه!
ومن فيلكا الخربه تابعنا انشاء المنتجع السماوي في سنغافورة.
في سنغافورة تلك الجزيرة الصغيرة التي لا تتجاوز مساحتها 23 كيلومتر والتي لا تملك ثروة نفطية تحقق لها فائضا سنويا قدره 20 مليار دولار بالسنة كحال الكويت قرروا هناك انشاء منتجع سماوي معلق على 3 ناطحات سحاب ويحتوي على اكبر بركة سباحة في العالم يطلع فيها المرتادون ومن على ارتفاع 55 طابقا على وسط سنغافورة الجديد والمتوقع الانتهاء منه في 2018.
خطة سنغافورة التعميرية بدأت في عام 1977 بدون شفط وبدون فساد ومن عام 1977 لا نزال على نفس المستشفيات الخربة وجامعتنا الخربة وشارع سالم المبارك وعماراته الخربة.
لنحلق من سنغافورة ونذهب الى مدينة ياس في أبو ظبي تلك المدينة الحاضنة لحلبة سباق الفورمولا بما اسموه «مدينة الفراري» فهي قبة هائلة تغطي الحلبة ومرافقها، الالواح الزجاجية فيها مصممة لتمتص اشعة الشمس ولتكون شاشات بلازما ضخمة تنقل صورا واحداثا.. هذا في أبو ظبي. لننتقل من مدينة ياس الى المدينة الترفيهية في عز العيد، لعبة قطار الموت متوقفة ولعبة الجندول متوقفة والمدينة على عدالها منذ انشائها في ثمانينات القرن الفائت في بلد ينتج 3 ملايين و150 الف برميل نفط باليوم بسعر 70 دولارا للبرميل الواحد وعليكم الحساب!
اذهبوا الى السعودية وشاهدوا كورنيش الدمام لا نقول كورنيش جدة، شاهدوا توسعة الحرم وقطار الانفاق ومدينة الملك عبدالله في بلد يفوقنا بالحجم وبعدد السكان بـ 5 اضعاف أو اكثر، ترى لو ربعنا لو كانوا مشغولين بإدارة بلد كالسعودية ماذا كان سيحصل؟ وهم في ديرة لا تتجاوز مساحتها مليون متر وعدد سكانها لا يتجاوز سكان الرياض بـ 2 مليون نسمة بإيراد نفطي ضخم بهذا الحجم، واحنا في خربة واشكان حال السعوديين لو ربعهم ربعنا؟
يا بشر حسوا فينا نريد ان نشهد على افتتاح حلبة فورمولا في الكويت (وعلى فكرة: منظمو سباق الفورمولا كانوا قد توجهوا للكويت قبل كل دول الخليج الا ان عباقرة حكوماتنا نحشتهم!!) بدلا من ان نتابع خبر تسرب غاز أو انفجار محطة.
في الامارات نسمع ونرى جزيرة النخلة في دبي وجزيرة فيلكا صارت جزيرة الجن فحاولوا ان تمشوا ليلا في شوارعها المظلمة وبين بيوتها الشعبية المكسرة وحاولوا لا تلومونا لو قلنا «ديرتنا خربة».
لنا اصدقاء سعوديون واماراتيون (نفتشل) في كل مرة يأتون لنا فيها للكويت وهم يشاهدون ديرة لا تطور فيها الا افتتاح المطاعم.
هذه هي نتيجة الفساد والضياع، هذه هي نتيجة سيكتبها التاريخ، انكم فشلتم في كل شيء ونقول فشل لأن من يملك امكانيات الكويت يستطيع ان يجعل الكويت جنة الله على الارض لكن، خلوكم على المستشارين الفاسدين والمحيط الفاسد ضيعونا حتى وصلنا لأن نقول عن ديرتنا خربة.. يا حيف عليك يا كويت!

المحامي نواف سليمان الفزيع