هبوط الكويتية الاضطراري أقل وطأة من هبوط الممارسة السياسية بما فيها من تزوير وتحالفات قبلية وطائفية وفق رأى ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 582 مشاهدات 0




خارج التغطية
هبوط اضطراري!!
ناصر المطيري 

 
ليست وحدها طائرات الخطوط الجوية الكويتية التي تتعرض لهبوط اضطراري على أرض المطار بل الكثير من المؤسسات سواء تنفيذية أو تشريعية أو خدمية أو اجتماعية أو إعلامية كلها اليوم معرضة لهبوط بعضه اضطراري وأغلبه هبوط وانحدار طوعي متعمد!

قد يكون هبوط الطيران الاضطراري أقل وطأة وخطرا من غيره من أنواع الهبوط التي نعايشها في هذا الزمان فهبوط الطائرات ربما ناتج عن خطأ بشري أو فني يمكن تداركه بلطف الله ولكن عندما يكون الهبوط من خلال سلوك سياسي أو هبوط برلماني في التعامل وهبوط في لغة الحوار فهذا أمر خطره يعم ويطم اجتماعيا وإعلاميا وتتربى أجيال كويتية على هذه البيئة الموبوءة والمنحرفة.

هبوط الممارسة السياسية في الكويت ليس هبوطا اضطراريا بل كان ومازال عملا يجري وفق ترتيبات وتخطيط ولعب على «حبال المجتمع» بدءا من العملية الانتخابية وما يشوبها من خلل «وتزوير اجتماعي» وتحالفات قبلية وطائفية وتتحول الساحة الانتخابية إلى «بورصة لتداول الذمم» في استثمار أرباحه قصيرة الأجل ولكن خسائره طويلة الأجل على مستقبل الأمة!

ويستمر الهبوط المتعمد «للأسطولنا السياسي» في الرقابة وفي التشريع، ونحن نشاهد كيف هبطت معارضة الأمس «الوطنية» إلى موالاة تزايد على الحكومة في الدفاع عن أخطاء وتجاوزات الوزراء ! وكيف أصبح مجلسنا يشرع قوانين في دور انعقاد ويعدلها في الدور التالي لنقص أو خلل أو زلل.

هبوط طائرات الكويتية الاضطراري سبقه هبوط في «خيسة مشرف» التي تشكلت لها لجنة تحقيق برلمانية لم تخرج نتائجها بعد وربما يجري العمل على طمطمة النتائج أو تحويرها قبل معالجة كارثة المحطة، وما حصل وسيحصل في الأحمدي من انفجارات غازية تهدد البشر والحجر أمر ليس ببعيد عن السياق العام للأحداث فالهبوط متواصل.

الهبوط الرياضي الكبير لا أدري هل كان هبوطا اضطراريا أم متعمدا ؟ يصعب علينا الحكم لأن الموضوع فيه «لعب كبار» ونخشى إن تحدثنا بصراحة أن تأتينا «ضربة جزاء» أو على الأقل أو «ضربة حرة غير مباشرة».

على العموم هذا الهبوط الرياضي بلغ أبعد مدى له عندما دخل الوفد الرياضي الكويتي أما الجمهور في حفل الافتتاح وسمعنا مذيع دورة الألعاب الآسيوية في غوانغزهو الصينية يقول «رياضيون من الكويت» وليس وفد دولة الكويت لأن وفدنا الكويتي ممنوع من المشاركة تحت علم الدولة على خلاف غيره من الوفود التي تسمى بأسماء دولها وتحمل علم بلادها.. إنه الهبوط الأعظم عندما ينكس علم الكويت في المحافل الدولية ويحرم شبابنا من الافتخار بعلمهم الغالي.
 

 

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك