بعد قراءته نبأ براءته على ((الآن)) .. د.حسن عباس يرى مبررات هايف غير كافية

زاوية الكتاب

كتب 1458 مشاهدات 0



د. حسن عبدالله عباس / دفاعاً عن هايف... ودعاء عرفة!
 
 د. حسن عبد الله عباس 

 
 
لم أصدق الخبر الذي نشرته بعض الصحف الجمعة الماضية من توسط النائب الإسلامي محمد هايف المطيري. الخبر جاء كالصاعقة وساق انتباهي باندهاش كيف يتوسط بو هايف لأجل مجرم اعتدى جنسياً على طفل باكستاني! هل يُعقل ذلك، هل يمكن أن نتخيل أن يتوسط المطيري لدى قوات الامن لإخلاء سبيل مجرم محبوس لأجل جريمة دنئية وحقيرة كهذه، فهل حقيقة جاء ليتوسط مع أن عينات D.N.A متطابقة بين المتهم وتلك المأخوذة من الطفل، هل حصلت واسطة المطيري والمتهم محجوز على ذمة قضايا أخرى كتهديد بالقتل؟
لم أصدق الخبر لأنها اتهامات كبيرة لا تنسجم مع منهجية المطيري المحافظة! لذلك جعلنا ننتظر ونترقب ما سيقوله النائب المطيري مدافعاً عن نفسه، وهذا فعلاً ما وجدته على موقع صحيفة «الآن» الإلكترونية. فلأنه عضو في لجنة حقوق الإنسان ولأن المتهم تعرض للتعذيب وبحسب إدعاءات الأهل، برر المطيري نزوله إلى المخفر للاستعلام ولثني ضابط المخفر عن قرار منع الزيارة! فهذا ما دافع به المطيري عن نفسه. ساعتها قررت أن أكتب مقال اليوم مطالباً تلك الصحف إما أن تشرح تداعيات التهمة على اعتبار أن ما فعلته كان تشويهاً لصورة النائب ومن ثم لا يجوز لها ذلك إلا إن كان لديها ما يبرر خبرها بشكل أكبر وأكثر صدقية، وإما أن تعتذر عما بدر منها وترد له اعتباره وذلك من باب الموضوعية الصحافية وبمقتضى الانصاف واحتراماً لسمعة الناس.
لكن جاء الرد سريعاً يوم السبت وكتعليق من الصحف التي نشرت الخبر بأن خبرها مسند وموثق بالأحداث. بمعنى أن ما حدث كان صحيحاً ولم يكن فيه تجن أو من رسم الخيال، بل البيان الصحافي الذي نشره هايف يُسند خبر الصحف طالما أنه لم ينف زيارته تلك. يبدو الآن أن الكرة بملعب النائب هايف المطيري لدفع شُبهة سيئة جداً كهذه لأن ما قاله لا يكفي. أقصد أن التهمة المنشورة في الصحافة شديدة، دعوني أنقل لكم عنوان الخبر: «النائب هايف يتوسط للإفراج عن مطلوب في قضية اغتصاب»! فهل حقيقة الأمر كذلك، هل التوسط كان للإفراج، أم كان لفتح المجال لزيارة الأهل وإحالة المتهم إلى النيابة كما جاء في بيان النائب؟ فإن كان كذلك فمعذور النائب بل ومعه كل الحق إن ترافع قضائياً لرد اعتباره، وإلا فالمصداقية على المحك!
*
نبارك للمسلمين بعيد الحجاج ونهديهم كلمات من دعاء الإمام الحسين عليه السلام في يوم عرفة: «الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَيْسَ لِقَضائِهِ دافِعٌ وَلا لِعَطائِهِ مانِعٌ وَلا كَصُنْعِهِ صُنْعُ صانِعٍ وَهُوَ الجَوادُ الواسِعُ، فَطَرَ أَجْناسَ البَدائِعِ وَأَتْقَنَ بِحِكْمَتِهِ الصَّنائِعِ وَلا تَخْفى عَلَيْهِ الطَلائِعِ وَلا تَضِيعُ عِنْدَهُ الوَدائِعُ جازي كُلِّ صانِعٍ وَرايِشُ كُلِّ قانِعٍ وَراحِمُ كُلِّ ضارِعٍ مُنْزِلُ المَنافِعِ وَالكِتابِ الجامِعِ بِالنُّورِ السَّاطِعِ وَهُوَ لِلدَّعَواتِ سامِعٌ وَللْكُرُباتِ دافِعٌ وَلِلْدَّرَجاتِ رافِعٌ وَلِلْجَبابِرَةِ قامِعٌ ؛ فَلا إِلهَ غَيْرُهُ وَلا شَيَْ يَعْدِلُهُ وَلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيٌْ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ، اللّهُمَّ إِنِّي أَرْغَبُ إِلَيْكَ وَأَشْهَدُ بِالرُّبُوبِيَّةِ لَكَ مُقِرَّا بِأَنَّكَ رَبِّي وَإِلَيْكَ مَرَدِّي».


د. حسن عبدالله عباس

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك