عبدالله الفويضل يتهم نظام الملالي في إيران بتأجيج الطائفية في كل دول الخليج منذ عام 79، بعدما كانت مستقرة وآخذة في التطور مع نظام الشاه العلماني

زاوية الكتاب

كتب 742 مشاهدات 0


 

العلمانية في مواجهة الفتنة الطائفية

 
كتب عبدالله الفويضل
 
2010/09/16    09:27 م

في وقت كان نظام الشاه في إيران على سدة الحكم وفق نظام لا ديني على الرغم من أنه كان نظاماً مستبداً كان الوضع في الضفة الأخرى من الخليج العربي في مرحلة تحول من نظام قبلي الى النظام المدني والدستوري وقد سبقت الكويت والبحرين أقرانهما في دول الخليج في انتهاج نظام المؤسسات الدستورية ولاحقا في بداية السبعينيات بدأت الدول الأخرى الجنوح الى نظام قانوني ينظم علاقة الفرد مع الدولة والعلاقة مع المواطنين فيما بينهم لكنها لم تصل الى حد النظام الديموقراطي.
في هذه الأثناء لم يكن هناك بروز للمعتقد الديني لأي مواطن وهذا في ظني ليس مرجعه الى التسامح الديني بقدر ان المواطن غير معني بمعتقد الآخر الا بالمحيطين به من حوله أو المقربين منه.لكن في تصوري بأن زلزالا ظهر في المنطقة في عام 79 لاتزال هزاته الارتدادية تعمل حتى يومنا هذا وكان آخرها ماجاء به ياسر الحبيب. لقد تسلق رجال الدين على السلطة في إيران واطاحوا بنظام الشاه العلماني وأيدت دول الخليج هذا المسعى في ذلك الوقت وهذا ليس حبا في نظام الملالي ولكن كرها لنظام شكل بعبعا للمنطقة وكان يمثل شرطي الغرب في الخليج في ذلك الوقت.وأمام هذا الحدث ظهر مد شيعي قوي في الخليج بعد اطلاق الخميني شعار تصدير الثورة الاسلامية.في موازاة ذلك ظهرت الحركات الدينية على السطح كالاخوان والسلف في ظل انحسار المد القومي وتطبيع السادات مع اسرائيل وبدأ التجاذب الديني «السني – الشيعي» ثم تلا ذلك الحرب العراقية الإيرانية حاول صدام فيها ان ينأى ظاهريا بالبعد الطائفي ويضفي عليها طابع القومية عبر خطاباته السياسية حول المجوسية والفارسية لكن في الباطن أظهر قمعه للشيعة والأكراد على حد سواء.وبدأت أحداث كانت غريبة والمنطقة غير معتادة على مثل تلك الأعمال مثل احتلال الحرم المكي من قبل جهيمان ورفاقه وتفجيرات الثمانينيات في الكويت والبحرين. لقد كان لإيران دور واضح في تأجيج الوضع وزعزعة استقرار المنطقة وفي محاولة للهيمنة على قرارها كما زرعت حزب الله في لبنان ليذكي الحرب الأهلية في لبنان. وفي الكويت وفي المرحلة الحالية سعت الحركات الدينية الى استقطاب الحكومة الضعيفة تجاهها وتمرير مصالحها وجعلها تخدم قضاياها دون وعي أو ادراك من خطورة هذا المسلك وأن ذلك يمثل نفقا من الصعب الخروج منه على حساب الدستور والقوانين المدنية فتساهلت في تطبيق القانون فكان هروب ياسر الحبيب وأزمة الفالي والشيخ محمد العريفي وأخيرا الأزمة الطائفية وتراخيها في تطبيق القانون والدعوات بسحب جنسية الحبيب على الرغم من استنكارنا الشديد لما تفوه به الحبيب تجاه زوجة سيد الخلق وخاتم النبيين وأفضلهم عليه أفضل الصلوات والسلام.من هنا تبدو الصورة واضحة ان بروز الطائفية بشكلها الطاغي والمبالغ به كما نشهدها الآن لم يكن موجودا لولا وجود نظام ديني يغذي تلك الظاهرة مثل نظام الملالي مما يعزز ويعكس الحاجة الى وجود نظام علماني في طهران للخلاص من التجاذبات الطائفية وتخليصنا من صداع دام لأكثر ثلاثة عقود كانت المنطقة فيها رهناً للمتطرفين من السنة والشيعة أيضا على حد سواء.

عبدالله الفويضل 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك