ليس معقولا برأى مبارك صنيدح أن كل من يصحو من نومه مبكرا يذهب للمنبر الإعلامي لمجلس الأمة ويعلن استجوابه لرئيس الوزراء!

استجوابات رئيس الوزراء بين الحق الدستوري والعبث السياسي

 
كتب مبارك صنيدح

استجواب رئيس الوزراء حق دستوري للنواب لاينازعهم فيه احد..لكن التهديدات المتواصلة والتسابق باستجوابه لكل حدث اجتماعي وخطأ وزراي اصبحت ممجوجة وغيرمقبولة..وكل من يصحو من نومه في الساعة الحادية عشرة صباحاً يذهب للمنبر الإعلامي لمجلس الأمة ويعلن استجوابه لرئيس الوزراء.
التعسف غير المبرر في استخدام الحق الدستوري وتجاوز الوزراء في تحمل مسؤولياتهم واستهداف رئيس الوزراء..بحيث اصبح بعض النواب غير أمناء في استخدام ادواتهم الدستورية حيث يمارسون اللعب السياسي واستجداء البريق الأعلامي والتعاطف الجماهيري وفرد عضلات سيليكونية لزوم عدة البهرجة والاصطياد في الماء العكر.
وتكالبت التهديدات وحتى المحسوبين على الحكومة بالأمس يتوعدون رئيس الحكومة اليوم عندما انفرط عقد المصالح وسرت الرياح بما لاتشتهي سفنهم..واختلط الحابل بالنابل واحجار الشطرنج تحركت من مواقعها وتزاحم نواب المعارضة على مربعهم الأول.
والوزراء يشعرون اليوم بالأمان فالنواب يختصرون خطوات الطريق ويتوجهون مباشرة لاستجواب رئيس الوزراء بجلسة محكوم بسريتها واما يقبل بها النائب اوينسحب منها ويكون قد أدى الأمانة وطوى ملف الاستجواب ومشقة صعود المنصة.
العبث السياسي الحاصل اليوم وصل الى اللعب بالأدوات الدستورية وسحب فتيلها واشعال الحياة السياسية في أتون محرقة التصفيات السياسية حتى وصلنا مرحلة ان لم تسحب جنسية عثمان الخميس يستجوب رئيس الوزراء..
مع النواب في استجواباتهم المستحقة كاستجواب النائب فيصل المسلم بخصوص المصروفات وكذلك استجواب الطاحوس بخصوص تلوث أم الهيمان لتعلقه بـ 45000 مواطن يعيشون تحت خطر التلوث..اما التهديدات الأخرى التي نسمع بها ويصرح بها بين الحين والآخر لكل شاردة وواردة وبعضها ملغوم بتحقيق مكاسب شخصية او لوي ذراع من قرارات قادمة لاتصب في صالح البعض..او يشتم من ورائها نفس طائفي بغيض..فهي مكشوفة ومفضوحة من الرأس حتى اخمص القدمين.
ومع المعارضة البناءة الأمينة باستخدام ادواتها الدستورية لتحقيق الرقابة الفاعلة الشعبية لحماية المال العام ومحاربة الفساد..والمحافظة على حقوق المواطنين ومكتسباتهم..وتدرجها في استخدام الأدوات الدستورية وصولا الى استجواب رئيس الوزراء.

مبارك صنيدح