اترك الطائفية.. واستمتع بالعيد!!.. دعوة يوجهها لكم د.عبدالمحسن الطبطبائي

زاوية الكتاب

كتب 1856 مشاهدات 0




اترك الطائفية.. واستمتع بالعيد!!

 
كتب د.عبدالمحسن السيد أحمد الطبطبائي
 

 
لما دخل جنود البغي الصدامي الى شوارع الكويت الطاهرة ودنستها، التف الشعب الكويتي الباسل حينئذ حول بعضه، ودافع عن وطنه دفاع الأبطال، وابتعد صراع المذاهب البغيض موليا الى أبعد مكان بعد أحداث دموية شهدتها فترة الثمانينيات ذاق ويلاتها أبناء البلد آنذاك..
وبعدما تحررت الكويت بفضل الله تعالى، ورجع أصحاب الدار، واستقرت الأمور، ثم عم الرخاء واستبشر الشعب بالنعماء، ماذا حصل؟ رجعت تلك الصراعات مرة أخرى، ولكن بصورة أشد وأبشع، حيث الجهر الصارخ بما لا يليق ولا ينبغي، وقلة الذوق والحياء في وسائل الاعلام كافة، ومن أجل ماذا؟؟!! ليس لهذا الا تفسير واحد وهو اثارة الفتنة وقلب الأمور رأساً على عقب..
لا أحب تدخل عامة الناس في أمور خطيرة مثل التكفير والجرح والتعديل واصدار فتاوى في أمور عميقة في الدين من غير علم ولا دراية، فيكون ذلك من (سوالف) المجالس والدواوين، بما يترتب عليه اثارة عصبية لا تحمد عقباها.
وعلى كل حال، فان ما يحدث اليوم في البلد من قذف وشتم وسباب في موضوعات عبثية ومذهبية ورياضية.. هو ليس في الصالح العام، ولا يعد ذلك من الخلاف المحمود، كما ان رد هذا على ذاك وانتقاص هؤلاء من أولئك قد تجاوز مرحلة السلامة الأدبية. والواضح للعيان كثرة التصريحات في وسائل الاعلام على أي شيء يثار، فما ان يظهر داع لفتنة الا وجدت الشارع ينقسم قسمين فاذا هم فريقان يختصمون، وقد يحشر البعض نفسه في كل زحام دون علم أو معرفة فيلقى ما لا يسره.
اتركوا التصريحات النارية والمؤججة للفتن شهراً واحداً ودعوا الأمور لأهل الاختصاص الموكلين بادارة البلد والحفاظ على خيراته، واستمتعوا بحياتكم التي أنعم الله عليكم بها في هذا الموطن الآمن وبالعيد السعيد وبالاجازات السخية!! ولا تسمحوا لوسائل الاعلام الفاسدة التي تتكسب بإثارة الفتن بأن تهدم بيوتكم وأواصركم، ثم انظروا ماذا تكون النتيجة؟
نعم يقوم البعض من أهل الدراية بالرد على الذين يريدون اثارة الفتن وينظرون فيهم برأيهم وحكمتهم، ثم يقررون قرارهم النافذ بمشورة أهل العلم والخبرة، هذا مطلوب، لكن الذي تمقته العقول والأفئدة هو تدخل كل حابل ونابل واقحام نفسه في كل شيء يمر به البلد، فهذا لا فائدة منه، كما أنه يسبب قلاقل كثيرة نحن بمنأى عنها.
آسفني كثيرا تبادل بعض النواب تصريحات عبثية ورسائل طفولية في ذلك الأمر، آسفني وأحزنني ذلك لأن هؤلاء هم ممثلو الأمة، والأمة هي التي اختارتهم، والمفترض ان يكونوا على قدر كبير من المسؤولية التي أوكلت اليهم، وعلى قدر أكبر من الأخلاق والدماثة، وخاصة ان الجيل القادم ينظر اليهم نظر الاقتداء والتأسي.
باختصار لن يجني العلقم المر من كل هذه المهاترات الا أبناء البلد، ولن يتجرع السم القاتل غير المحب المخلص لهذا البلد، وأرجو ان كان هناك خلاف ان يحل بطريقة علمية لا عاطفية ومن غير تجريح أو اهانة أو انتقاص، حتى تعم الفائدة والهداية.
اللهم احفظ هذا البلد وسائر بلاد المسلمين..

د.عبد المحسن السيد أحمد الطبطبائي 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك