خطة ضرب إيران-2
عربي و دوليإيران أول دولة تهاجم مفاعلا نوويا بالتاريخ
أغسطس 29, 2010, 4:49 م 4544 مشاهدات 0
(نقترح الاطلاع على الرابط أدناه قبل قراءة الجزء الثاني http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=58077&cid=30
حظي موضوع 'خطة ضرب إيران:جرت في سمائنا الغارات الأكثر في العالم على المفاعلات' الذي نشرته جريدة ((الان)) الالكترونية في 28 اغسطس 2010م بالعديد من ردود الفعل . ولعل اكثر ما شدني منها هو ثلاث تعليقات غاضبة تدور حول نقطة فرعية واحدة في المقال وهي مهاجمة سلاح الجو الايراني في بداية الحرب العراقية الايرانية لمفاعل العراق النووي تموز' Osirak'. ومن ذلك صاحب التعليق الذى اشار لنفسه باسم 'تعديل' و كتب قائلا : ضربة اسرائيل للمفاعل العراقي 1981 كان الاول ولم يسبقه ضربة ايرانية . أما صاحب التعليق 'دكتور غير موضوعي في طرحه' فيقول : ليش تزوير التاريخ يا من تحمل لقب دكتور و يفترض فيك إنك تبتعد عن الذاتية و تكون موضوعي في طرحك. إسرائيل هي من ضربت المفاعل العراقي النووي . ويشدد 'أحمد' على نفس طرح من سبقوه فيقول :معلوماتك ما هي مضبوطة يا دكتور فلم تهاجم إيران المفاعل العراق و لا أعرف على ماذا إستندت في ذكر هذه المعلومة التي 'ربما 'لم يقل بها غيرك.
انظر : http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=58077&cid=71
لقد شجعني على الرد وايضاح هذه النقطة حديث دار بيني وبين قائدي ومعلمي السابق اللواء الركن طيار صابر السويدان ، العسكري الفذ الذي قاد اوركسترا اعادة بناء القوة الجوية الكويتية بعد التحرير عندما كان آمرا للقوة الجوية ، وكان من نتائج نجاحه وقوف قواتنا في وجه الطاغية صدام عندما قام بحشده الثاني على الكويت إبان أزمة 1994م والتي تقرر بعدها خلق منطقة الحظر الجوي على العراق . وسوف احصر الاجابة ضمن ثلاث محاور ستكون ردا على استغراب من يستبعد صحة المعلومة عن ان الايرانيين هم أول من هاجم مفاعل في التاريخ. المحور الاول وهو عدم انتشارهذه المعلومة ، وهنا نرجعهم لقاعدة تاريخية لدى المؤرخين تقول إن صمت المصادر التاريخية لا يعني عدم حدوث الواقعة ، ونضيف ان سبب صمت المصادر يعود لاسباب عدة ، منها ان الدول في زمن الحرب لا تعلن عن مكان او حجم الضرر الذي تتعرض له منشآتها .فليس من الحكمة ان يقول ناطق عسكري عراقي ان الطائرات الايرانية هاجمت المفاعل تموز ودمرت الجزء الجنوبي منه .! لان الايرانيين سيعودون لمهاجمة الجزء الشمالي لاكمال المهمة . اما الاعلان عن مهاجمة الاسرائيليين للمفاعل فكان عمل ذكي حشد به صدام تعاطف العرب والمسلمين معه، وهو التعاطف الذي ما كان ليحصل عليه من هجوم ايراني، فالصهاينة غير الايرانيين. يضاف الى اسباب عدم انتشار خبر الهجوم الايراني على مفاعل تموز ان دول الخليج كانت بين اسنان الالة الاعلامية الصدامية بل تكاد ان تكون نسخة منها ، اما الاعلام الغربي فقد تعمد ان تكون تلك الحرب في طي النسيان حتى ترهق طرفيها ، بالاضافة الى ان الانجاز الايراني لم يكن مفضلا في الغرب مقارنة بنجاحات صدام .
المحور الثاني هو التقليل من قدرة سلاح الجو الايراني خلال حرب الثمان سنوات، واستبعاد ان يكون قد قام بمثل هذا العمل الجرئ وفي ذلك فقدان للموضوعية ، فكما يقول توم كوبر وفرزاد بيشوب 'Tom Cooper & Farzad Bishop' في كتابهما الحرب الايرانية العراقية -المعارك الجوية ' Iran-Iraq War in the Air' كان سلاح الطيران الايراني بعد سقوط الشاه بقليل واحد من احدث واقوى اسلحة الطيران في العالم ،وليس في الشرق الاوسط فحسب . ففي عام 1979م ضم ذلك السلاح مائة الف رجل ، منهم خمسة ألاف طيار، وكانت الولايات المتحدة تفتح ابواب ارقى معاهدها الجوية والفنية والعملياتية للعسكرية الايرانية ، كما كانوا يتلقون تدريبهم في بريطانيا ودول اوربية اخرى . كما كان لدى سلاح الجو ما لا يقل عن 520 طائرة مقاتلة حديثة و 100 طائرة نقل . و العمود الفقري له كان 225 طائرة فانتوم F-4 Phantom . كما كان يملك عشية الحرب 166 طائرة نورثروب Northrop F-5 مقاتلة الحرية التي بيعت لكل اصدقاء امريكا . ثم وصلت 80 طائرة إف - 14 توم كات المعروفة بالقطط الفارسية والتي تحدثنا عنها في مقال سابق :
http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?cid=30&nid=56998
وكان لدى ايران 10 مطارات عسكرية في طهران وأصفهان وشيراز وتبريز وبندر عباس وبوشهر وديزفول وجاهبار واغاجري، بمجموع 12 سرب لطائرات إف - 4 فانتوم و 11 سرب لطائرات نورثروب إف-5 و 4 أسراب لطائرات إف - 14 توم كات . أما المروحيات الهجومية فكانت 205 طائرة عمودية كوبرا ،وكان الدفاع الجوي مسلحا بأنظمة هوك التي كانت لدينا في الكويت . من جهة اخرى ورغم ان سلاح الجو العراقي هو أقدم سلاح جو عربي حيث تم تأسيسه سنة 1931 وبقي باشراف بريطاني كامل حتى ثورة قاسم 1958م الا انه لم يكن في حجم وقدرات سلاح الجو الايراني ، فقد ضم في بداية الحربما يقارب 18 الف رجل وضمت قوة الدفاع الجوي عشرة الاف فرد . وكانت معظم طائراته من النوع السوفيتي الذي لم يصمد طويلا مما دعاه على الاعتماد على الطائرات الفرنسية من نوع ميراج او سوبر ايتندار او حتى الهليوكبتر من نوع غزال . لقد كان التفوق الجوي الايراني قادرا على اعادة الامور الى نصابها لكن تخبط قادة الثورة ادى الى اعدام الالاف من الطيارين الايرانيين وفرار الفنيين ثم توقف الصيانة وقطع الغيار ، مما ادى الة مهزلة اعلامية عراقية و هي التغني بامجاد طائرة متواضعة القدرات مثل الغزال العراقية التي كانت تستخدم كمدفعية لدك المواقع الايرانية .
اما المحور الثالث الذي نورده للدليل على وقوع حادثة مهاجمة الايرانيين لمفاعل تموز النووي العراقي فهو ما أوردته مارشا كوهين' Marsha B. Cohen' ، تحت عنوان عيون في السماء فوق مفاعل بوشهر' Eyes on the skies over Iran's reactor ' في 6 اغطس 2010م والذي تذكر فيه هجوم الايرانيين على المفاعل العراقي ، بل انها اضافت ان الهجوم الاسرائيلي الثاني تم بمساعدة رجال الاستخبارات الايرانية من العراقيين المناوئين لصدام .
' In 1980, Iran bombed Iraq's Osirak nuclear power plant before it contained any radioactive material. Osirak was quickly repaired by the French contractors who built it. Eight months later Osirak was partially destroyed by Israeli jets, aided by Iranian intelligence'
كما يمكن ان نجد نفس التأكيد على موسوعة ويكي .
'On September 30, 1980 with two F-4 Phantoms, shortly after the outbreak of the Iran-Iraq War. This was the first attack on a nuclear reactor and only the third on a nuclear facility in history of the world'
لقد جرت في سمائنا الغارات الأكثر في العالم على المفاعلات النووية ، لكن ما تجدر ملاحظته هو صدق مقولة ان الدهر يومان : يوم لك ويوم عليك ، فقد ذهب الانجاز الايراني بكونهم اول من هاجم مفاعل نووي ادراج الرياح وهاهم في انتظار الشرب من نفس الكأس التي شربها الطاغية صدام وبكي لاول مرة .
تعليقات