مستدلا بما فعلوه مع يوسف وإخوته.. محمد بن إبراهيم الشيباني يتهم الإيرانيين بتشويه صورة الأنبياء في السينما

زاوية الكتاب

كتب 1802 مشاهدات 0





الإيرانيون يشوّهون الأنبياء! 

كتب محمد بن إبراهيم الشيباني : 

 
المخرج مصطفى العقاد عندما صمم والاستاذ محمد السنعوسي على انتاج فيلم «الرسالة» الذي يحكي سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحابته، وغزواتهم، ونشرهم للدعوة الاسلامية الاولى لم يقدما على هذا العمل، وهو ديني بحت من غير العودة الى المراجع الدينية مثل جامعة الازهر للاستشارة، واست‍ئذان العلماء، بل ذهبا الى المجلس الشيعي الاعلى في لبنان كذلك للامر نفسه، واشارا الى ذلك الاذن في بداية الفيلم، ولو ان هناك كثيرا من الملاحظات والنقد على الفيلم، الا انهما (يرحم الله الاول ويوفق الاخر) قاما بعمل جبار كلف كثيرا من الملايين، وانا متأكد من ان كثيرا من غير المسلمين تأثروا به، ودخلوا الاسلام، كما قرأت نتائج العروض في العالم بعد ذلك. الشاهد انهما احترما وقدرا الجميع حتى يرى الفيلم طريقه الى العالمية من هذا الباب، ولكن جماعة السينمائيين الايرانيين صاروا مثل الغربيين لعدم تقديرهم لانبياء الله عليهم الصلاة والسلام، وفي عدم الرجوع الى اي من تلك المراجع الدينية، وصوروا الانبياء وشوهوا تاريخهم وسيرتهم. وعلى سبيل المثال لا الحصر في قصة يوسف عليه السلام اتوا ــ بزعمهم ــ برجل جميل حتى يشابه يوسف عليه السلام في الجمال، وفي الوقت نفسه اختاروا اقبح الرجال لادوار اخوانه، بل كذلك والدهم، مما يخالف صريح القرآن الكريم، فقد قال الله تعالى في سورة يوسف الآية 67: «وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغني عنكم من الله من شيء إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون».
يقول ابن كثير المفسر وغيره: «ان يعقوب عليه السلام، لما جهز بنيه مع اخيهم بنيامين الى مصر امرهم ألا يدخلوا من باب واحد، وليدخلوا من ابواب متفرقة خشية من اعين الناس ان تصيبهم، فإن العين حق تستنزل الفارس عن فرسه، ذلك انهم كانوا ذوي جمال وهيئة حسنة، ومنظر وبهاء»، اما الايرانيون في سينمائياتهم، فقد اظهروهم بقبح ودمامة واسوأ هيئة!
واما القصص التي لفقوا لكثير من حوادثها في مثل هذه الافلام وفق سيناريوهاتهم، فأكثر من ان تحصى، وهي تدل على سوء التقدير للانبياء والرسل والاساءة المتعمدة بلا حدود، ولا ادري من اعطاهم هذا الحق المطلق حتى يصوروا الانبياء والرسل بهذا الاسفاف الذي لا يرده ادعاؤهم الخير او نصرة الدين! وهم على ذلك سائرون في قصص الانبياء والرسل، ولم نسمع من احد اي اعتراض، او نقد على هذا الافساد! والله المستعان.
***
• كاتب السيرة!
«يترتب على كاتب السيرة ان يستكشف كل حقل، ويحقق كل واقعة، ويدقق ويمحص كل وثيقة. نريده ان يؤكد مزاعمه ويعطينا مراجعه، اما بخصوص كل حقيقة مهمة، فعليه ان يدلي بمصادره، ويسهل علينا، نحن القراء، ان نتثبت من اسانيده في بحثه». (اندره موروا)

محمد بن إبراهيم الشيباني

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك