د.معصومة المبارك ترى أن الصورة مازالت ضبابية بشأن بلاك بيري في الكويت على عكس دول أخرى

زاوية الكتاب

كتب 999 مشاهدات 0





البلاك بيري .. ماله وما عليه ؟
 


د. معصومة المبارك  


البلاك بيري قبل 5 أو 6 سنوات عندما نسمع هذا الاسم فان ذهننا يذهب مباشرة الى نوع من التوت الاسود، ولكن الان ندرك تماما ان البلاك بيري يمثل تطورا مذهلا في عالم الاتصالات وتقنية المعلومات. فهو اكبر من مجرد جهاز هاتف نقال، واوسع آفاقا من مجرد وسيلة للتواصل عبر الشبكة العنكبوتية «الانترنت»، هو في الحقيقة ثورة في تقنية الاتصالات ثورة غير مسبوقة. واليوم يمثل حجم الاتصالات عبر البلاك بيري ما يزيد على 25 في المئة من اجمالي الاتصالات حول العالم.
فعلا الشركة المخترعة والمنتجة لهذا الساحر الصغير شركة خارقة الذكاء، اذ حررت المستخدمين من قيود الزمان والمكان. وجعلتهم احرارا حتى من القيود الرقابية بكل انواعها، الاسرية، والرسمية والامنية وحتى بعيدا عن عيون واسماع الفضوليين.
حرية لا حدود لها لاجدران ولاسماء ولا رجال امن وهنا تكمن الخطورة. وهنا يكمن الضرر، وهنا مربط الفرس المتمثل في حالة متصاعدة من التشكيك وإثارة للشبهات حول هذه التقنية الجديدة.
وبهذا الجهاز الذي حمل شيئا من اسمه السلبي «بلاك BLACK» حتى ان احد الظرفاء قال: فلنرفع الشؤم عن هذا الجهاز وحالة التشكيك بهذه التقنية المتطورة وذلك بتغيير اسمه الى «وايت White»، يمكن ان تتغير النظرة الرسمية والشعبية التقليدية ضده ويمنح شيئا من الثقة التي اخذت في الانحسار عنه شيئا فشيئا متمثلة بسياسات الحظر والمنع والتقييد والحجب للمواقع التي يتم الدخول اليها عبر البلاك بيري.
وكانت البداية في فرنسا قبل ست سنوات حيث ظهرت وبشكل مفاجئ ظاهرة تجسس الشركات العالمية الكبرى بعضها على بعض.
وقد وجدت في البلاك بيري عددا لا يؤتمن ومثارا للشكوك لذا تجب محاربته ومطاردته وحجب مواقعه، ومرجعنا في هذا التشكيك صحيفة «اللوموند الفرنسية» التي اشارت الى ان الامانة العامة للدفاع الوطني في فرنسا قد اتخذت قرارا يقضي بحظر استخدام البلاك بيري داخل القصر الجمهوري، وكذلك الوزارات والمؤسسات الحكومية، واكدت تلك الصحيفة اكتشاف حالات كثيرة كان يتم فيها نقل معلومات وبيانات حكومية حساسة عبر البلاك بيري الى جهات حكومية في الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا.
وعن اكتشاف اخر لخطورة الجهاز اكدت شركة موتورولا الاميركية انها تلقت شكوى مفادها ان الشركة المصنعة للبلاك بري «Resea Rchain Motion» تمارس التجسس على خمسة من كبار خبرائها عبر استخدامهم للجهاز. وما حصل من تشكيك وريبة بالجهاز السحري في اوروبا واميركا بدأت تظهر مظاهر للشكوك في دول اسيوية وافريقية من الهند شرقا الى الجزائر غربا، وعشرات الدول بينهما في موجة عالمية ضد البلاك بيري وما يمثله من هاجس امني لهذه الدول التي يمثل الامن القومي فيها محورا اساسيا تتضاءل امامه اي محاور اخرى وفي مقدمتها المحافظة على الحريات.
وأشارت السيدة فريدة العبيدلي المديرة العامة للمؤسسة القطرية لحماية الطفل والمرأة، وطالبت المجلس الاعلى للاتصالات بالرقابة على البلاك بيري، واشارت الى ان الجهاز بمثابة قنبلة موقوتة بايدي شبابنا وفتياتنا مع انعدام الرقابة القانونية من الجهات المختصة.
اما المملكة العربية السعودية فقد اتجهت الى حظر تام لخدمة البلاك بيري واذا لم تتعاون شركة «RIM» الموفرة لهذه الخدمة بسبل رقابة لحجب مئات المواقع الامنية والاباحية التي يمكن ان يدخلها المستخدمون، لكن الشركة تحججت بالوقت وعدم توافر الوسائل اللازمة ولكنها عادت ورضخت للامر الواقع وسمحت للسلطات السعودية بمراقبة محتويات المواقع، وحجب ما لا تقبل به السلطات الرقابية السعودية إما لاسباب امنية او اخلاقية واجتماعية.
أما في الكويت فما زالت الصورة ضبابية لعدم توافر المعلومات ولعدم تفاعل الجهات المعنية بوزارة المواصلات مع ما يدور في البلاك بيري وحوله، وحتى طلبها للشركة المشغلة RIM بحجب المواقع الاخلاقية تحججت الشركة بانها تريد 5-6 اشهر لتحقيق ذلك، العجيب ان الحجب تم في دول اخرى فورا، والسؤال هو: لماذا نحتاج 5-6 اشهر في الكويت ولا يحتاج الامر ذلك الوقت في المملكة والبحرين وقطر والامارات والجزائر والهند وغيرها؟ سؤال غير بريء نرفعه الى السلطات المعنية وبالاخص لوزير المواصلات: هل لا نملك التقنيات الرقابية؟ هل لا نملك النية الرقابية؟ هل ايماننا بالحريات الشخصية لا حدود له؟ هل شبابنا وكبارنا من الجنسين ملائكة وقطط مغمضة؟ ام هل دعوة السيدة هيلاري كلينتون باحترام الحريات وانزعاجها من الهجمة الشرسة على البلاك بيري قد اتت اكلها في الكويت دون غيرها؟ أم أن الامن القومي للكويت متماسك ولا يخشى عليه من البلاك بيري ولا من غيره؟
 

 

الدار

تعليقات

اكتب تعليقك