رياض الصانع يروي قصة حقيقية لإمرأة مارست دور الجاسوسية لتكتشف خيانة زوجها
زاوية الكتابكتب أغسطس 8, 2010, 11:50 م 3977 مشاهدات 0
تجسس الزوجة على زوجها يكشف خيانته لها
الاثنين 9 أغسطس 2010 - الأنباء
أبدأ مقالتي بمقولة «جاسوسية امرأة...كشفت خيانة زوجها»، فهي مأساة أخلاقية من رجل مسن ألهته متطلبات الحياة، فلهث وراءها وانغمس وراء شهواته ناسيا عشرة العمر مع زوجته التي صبرت معه وعاونته على متطلبات الحياة إلا انه خان الأمانة وجرى وراء نزواته الشخصية، فالواقعة هي قصة حقيقية وليست من إبداع خيال كاتب او تأليفا لقصة، والمأساة كما أتناولها هي لمواطنة وأقول زوجة بدأ الشك يراودها حول سلوكيات زوجها خاصة بعد خروجه على التقاعد، وبدلا من التقرب لربه أصبح كثير الغياب عن منزله دون مبررات مقنعة، فتارة يتحجج بالذهاب إلى مزرعته، وتارة بذهابه إلى الديوانية، ومرة ثالثة يتحجج بأنه ذاهب إلى الحلاق، حتى أصبح غيابه شبه كامل عن المنزل، وهو ما جعل الزوجة يتسرب الشك داخلها فراودتها الفكرة إلى اللجوء لطرق مبتكرة لرصد تحركات زوجها حتى هداها تفكيرها إلى الاستعانة بأجهزة الجاسوسية التي تباع على الانترنت وأجهزة الرصد والتصنت التي تباع في المحلات الالكترونية التي تعلن عن منتجاتها في الصحف الإعلانية، ونتيجة ذلك قامت بشراء جهاز تصنت هاتفي يشبه القلم ويمكن وضعه في أي مكان دون ان يراه أحد، ويستطيع هذا القلم بآلة التسجيل التي بداخله ان يلتقط ويسجل لساعات أي محادثة تدور في نطاق الـ 3 أمتار بوضوح تام وقامت بوضع ذلك الجهاز داخل سيارة زوجها وكان كلما عاد إلى المنزل ذهبت لسيارته واستعادت القلم ثم تقوم بتفريغ المحادثة والاستماع إليها بعد أن تقوم بتحميلها على جهاز الكمبيوتر، ولكنها كانت تسمع صوته دون سماع صوت من يحادثه، ولكن محادثته كان يتبين منها انه يحادث امرأة خاصة انه كان بمحادثته يتغزل في جمالها وأنها سمعته يحدد موعدا لمن يحادثها للقدوم إلى الكويت لكنها لم تستطع تحديد ميعاد المقابلة وتم تسجيل تلك المكالمات طيلة شهر حتى توصلت الى أنه ينوى لقاءها بالكويت في شهر (أغسطس) بعد أن عرفت انه أرسل لها كارت زيارة، ونظرا لتلهف الزوجة لمعرفة المزيد من خيانة زوجها وأثناء بحثها عن أجهزة الرصد الجاسوسية التي تباع للجمهور، عن طريق الانترنت وجدت جهازا صغيرا يمكن رصد تحرك أي سيارة وتحديد موقعها عن طريق استخدام تقنية الـ GPS لتلك الموجودة في الهاتف النقال فقامت بشرائه ووضعته أسفل مقعده بالسيارة، وهذا الجهاز عبارة عن قطعتين الأولى تزرع بالسيارة والأخرى تكون بحوزتها وهي قطعة على شكل شاشة هاتف تمكنها من رصد تحركات القطعة الأولى المزروعة بالسيارة، وبالفعل منذ اليوم الأول لزراعتها نجحت الزوجة في تحديد تحركات زوجها حتى كان اليوم الذي طلب فيه موعدا مع المرأة التي كان يحدثها على الهاتف، وعلمت انه ستتم مقابلتها يوم الثلاثاء (الماضي) وعليه قامت الزوجة بإبلاغ ابنتها وزوج ابنتها بكامل تفاصيل العلاقة الغرامية لوالدها وتم رصد موقع سيارة زوجها أثناء وقوفه بمنطقة شرق، وبالفعل توجهت صوب مكان زوجها فوجدت سيارته أمام فندق ثلاث نجوم وتوقفت خلف سيارته حتى شاهدته خارجا من الفندق وبصحبته شابة عشرينية حسناء، فصدم الزوج العاشق لحظة رؤيتها مع ابنتها وزوجها، وحاول الهرب إلا أنها منعته من الفرار وقامت بالاتصال بعمليات النجدة لإثبات حالة خيانة زوجها لها، خاصة أنها اكتشفت أنه استأجر لها غرفة بالفندق لمقابلتها فيها، فقامت بالتوجه إلى مخفر الدعية لتسجيل قضية ضد زوجها لخيانته لها طيلة عشرته لها وهي القصة التي انفردت «الأنباء» بنشر كامل تفاصيلها في عددها الصادر مساء أول من أمس السبت.
وقبل ان اتناول الواقعة بمنظور قانوني راودتني بعض الاسئلة الهامة، صحيح ان الزوج اخطأ بإتيانه هذه الافعال اللاخلاقية وخيانته لزوجته لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل استطاعت تلك الزوجة تغطية احتياجات زوجها واعطاءه ما يكفيه لاشباع رغباته؟ لا شك ان الاجابة بالنفي لانه لو اخذ ما يكفيه وشاهد اهتمام زوجته به لما لجأ الى خيانتها، لذا كان على الزوجة مراجعة نفسها قبل ان تطلب الطلاق كما جاء في الواقعة لان حكم الطلاق بعد هذه العشرة الطويلة هو لا شك هدم للأسرة والمنزل، كما ان هناك سؤالا يطرح نفسه ايضا هل لو كانت الزوجة نظرا لظروفها الصحية او ما شابه ذلك تترك لزوجها ان يتزوج عليها لاسيما ان الدين الاسلامي يبيح له الجمع بين الزوجات في حالة الاقتدار وهو في تلك الواقعة مقتدرا؟ الاجابة بالنفي لان كيان المرأة وتكوينها يأبى عليها ان يتزوج عليها زوجها لذا كان التقصير الواقع منها وعدم اشباعها لرغبات زوجها هو ما دفعه الى خيانتها، الامر الذي يجب معه على الزوجة ان تجلس مع نفسها لبيان اسباب تلك الخيانة، نأتي لنقطة اخرى هل ما بدر من الزوجة بتجسسها على زوجها بهذه الوسائل الالكترونية الحديثة يعد سلوكا أخلاقيا منها؟ لا شك ان الاجابة بالنفي لانه قبل قيامها بالتجسس او بتفكيرها بهذه الوسائل كان لزاما عليها ان تتفاهم معه وتتحاور لعلها تجد حلا لهذه المشكلة، وهي انصرافه عن منزله، وان تحاول اشباع رغباته بدلا من التجسس عليه باستعمال تلك الطرق التي تمتزج فيها المهانة الزوجية بالاساليب اللاخلاقية، اما عن المنظار القانوني لهذه الواقعة بكل تفاصيلها فقد جرمها قانون الجزاء الكويتي وأفرد لها نصا مستقلا وهو نص المادة 195 من قانون الجزاء والتي جاء نصها «كل شخص متزوج - رجلا كان أو امرأة – اتصل جنسيا بغير زوجة وهو راض بذلك وضبط متلبسا بالجريمة يعاقب بالحبس»، فلا شك أن جريمة العاشق (الزوج) تشير من قريب أو بعيد إلى حصول الزنا، وآية ذلك إرساله دعوة زيارة للحسناء العشرينية لزيارة الكويت فضلا عن حجزه لغرفة لها في الفندق ذي الثلاث نجوم، وتردده عليها في ذلك الفندق، كل ذلك أمام أمارات تقطع بحدوث جريمة الوطء بشبهة ألا وهي جريمة الزنا باتصاله بامرأة غير زوجته راضيا بذلك الفعل.. صحيح انه لم يضبط متلبسا بالزنا لكن دلائل الأحوال والقرائن تشير من قريب أو بعيد إلى حصول الجريمة، وهو من الدلائل التي تدلل على توافر أركان تلك الواقعة وهو ما تسفر عنه تحقيقات النيابة العامة... والبين ان المشرع الجزائي قد شدد على تلك الواقعة التي تعتبر نقضا لعقد الزواج واعتداء على الزوج المجني عليه كما ان فيها اعتداء على المجتمع بأسره، وأفرد لها عقابا بالحبس مدة لا تجاوز خمس سنوات وان كانت المحاكم والشرع يتشددون في تثبيت هذه الجريمة التي غالبا ما تثبت الا بشهود وتلبس.
وفي النهاية أقول ان تلك الجريمة تعد من اكبر الكبائر التي حرمها المولي عز وجل وانزل تحذيرا من مقاربتها في جميع الأديان السماوية، فضلا عن أنها نقض لعرى عقد الزواج، فكان لابد من تشديد العقاب عليها لمنع كل من تسول له نفسه من أحد الزوجين اقتراف ذلك الإثم لأنه السبيل إلى الفقر والمرض.
تعليقات