عبداللطيف العميري لم يتخيل ان يظهر علينا أقزام يتطاولون على أهل الكويت وأنهم لا يستحقون إلا العين الحمراء والضرب على الرؤوس
زاوية الكتابكتب أغسطس 2, 2010, 11:43 م 1537 مشاهدات 0
هل اتعظنا؟!
الثلاثاء 3 أغسطس 2010 - الأنباء
عشرون عاما مرت على الغزو العراقي للكويت الذي لم يكن له مثيل في الغدر والبطش والخيانة، لقد فقدنا وطننا ونحن فيه، دخل علينا البعثيون العراقيون فلم يرقبوا فينا إلًّا ولا ذمة، اغتصبوا الأرض وأزهقوا الأرواح وسلبوا الأموال وهتكوا الأعراض وقاموا بجميع الجرائم التي لم تخطر على بال أحد من أهل هذا البلد الطيب، لقد عشت أيام الاحتلال داخل الكويت وقاسينا مرارة الاحتلال والخوف والرعب وفقدان الوطن والهوية، ولكن كان لدينا يقين كبير بأن الكويت ستحرر وأن الغازي والغادر سيندحر وكانت تحدونا آمال كبيرة وتطلعات بأن الكويت سترجع لأهلها وقد استفادت من زلزال الغزو، كانت الفرصة مواتية لترتيب الأمور وتجاوز الأخطاء وتعديل الأوضاع الخاطئة وترسيخ المبادئ الصحيحة والمقومات الراسخة التي يقوم عليها الوطن.
كنا نظن اننا اعتبرنا وهناك عظات كثيرة ودروس عظيمة من زلزال الغزو استفدنا منها، وقد أحتاج الى مقالات كثيرة لذكرها ولكن أذكر أهمها وأبرزها بأن الشعب الكويتي لم يفرط في أرضه ولم يقبل بتغيير هويته ولم يرض بغير حكامه الشرعيين، ان الشعب الكويتي ظل متمسكا بالعهد والميثاق المبرم وهو دستور هذا البلد ولم يقبل له بديلا، كذلك برهن الكويتيون انهم شعب متدين متمسك بدينه وشريعته ولا يقبل لها بديلا كما جاء في قرارات مؤتمر جدة، فقد تحول الكويتيون الصامدون الى التدين والالتزام واللجوء الى الله والدعاء في المساجد والصيام والقيام والتكاتف والترابط فيما بينهم حتى استجاب الله لهم ورفع عنا الغمة وكشف الكرب العظيم.
إن علينا جميعا ان نعي ان أمـن الوطــن واستقراره هـو أحد أعظم الغايات التي نسعى اليها، وانهـــــا لا تتحقق إلا بالالتزام بالعهد والميثاق المبرم بين الحاكم والمحكوم وانه لا أحد له فضل على الآخر والكل ملتزم بعهده.
لم أكن أتصور انه بعد الغزو العراقي المدمر ان يظهر علينا نكرات ينادون بالخروج على الدستور والتعدي عليه واعتباره منقصة، لم أكن أتخيل ان يظهر علينا أقزام يتطاولون على أهل الكويت وأنهم لا يستحقون إلا العين الحمراء والضرب على الرؤوس، لم يخطر ببالي ان يظهر علينا يوما أحد من أبناء هذا البلد بل ممثل للشعب الكويتي في مجلس الأمة ويعلن ولاءه ومرجعيته لرئيس دولة أخرى، كم كنت أطمح أن نتعظ من محنة الغزو وان جميع مشاكلنا ستحل وان التركيبة السكانية ستعالج ولكننا عدنا أقلية، كم كنت آمل أن تعود الثقة للمواطن الكويتي بأنه قادر على تحمل المسؤولية والنهوض ببلده ولكن رجع كل شيء الى ما كان عليه بل أسوأ، فرجعت الواسطة والمحسوبية وسياسة التنفيع والتطاول على الأموال العامة ومقدرات البلد وغياب العدل والمساواة وتكافؤ الفرص، لم أكن أتصور أن يصل بنا الحال الى أن يخرج علينا بعض المأجورين التافهين ليضربوا الوحدة الوطنية ويفرقوا ويمزقوا أواصر وروابط المجتمع الكويتي بإحيائهم القبلية والطائفية والمناطقية وغيرها.
كم كانت تحدوني أحلام وأماني بأننا سنكون بعد الغزو وتحرير الكويت في حال أفضل ولكن للأسف ما اتعظنا.
تعليقات