البغلي يستنكر عدم رفع بطاقة حمراء برلمانية فى وجه البراك لمهاجمته الجويهل
زاوية الكتابكتب أغسطس 2, 2010, 1:14 ص 2461 مشاهدات 0
جرة قلم
بطاقة حمراء برلمانية!
كتب علي أحمد البغلي :
بعد أن كلَّت الألسن والمحاولات باقتراح انشاء لجنة برلمانية جديدة، هي لجنة القيم او الاخلاقيات، لكي تضبط تصرفات اعضاء البرلمان الكويتي غير المنضبطة.. فبعض الاعضاء اساؤوا للتجربة الديموقراطية، سواء في اثرائهم الشخصي بالمحاباة ودوس القوانين، او في اعتدائهم على المواطنين الآخرين متمترسين وراء الحصانة البرلمانية.. التي يساندهم على تثبيتها باقي الاعضاء بالفزعة البغيضة، حتى لو كان عدم وجود الكيدية واضحا وضوح الشمس في رابعة النهار!
وآخر مثال صارخ على ذلك رفض المجلس رفع الحصانة عن النائب الصاخب مسلم البراك، في دعوى سب وقذف وشتم رفعها عليه الناشط السياسي محمد الجويهل، الذي قال البراك عنه وفي ندوة علنية كلاما يعف اللسان المهذب والسوقي عن ذكر عشر معشار منه، وكانت الحجة المضحكة ان وراء الشكوى كيدية، مع ان الحقيقة تقول ان كل من ساند البراك من نواب في رفض طلب رفع الحصانة هو ممن اصابهم الجويهل في مقتل!
نرجع الى تصرفات النواب وبالاخص تحت القبة، فمن حديث او صراخ من دون مايكروفون (اي من دون اذن)، وهو امر تخصص به وكرسه ايضاً النائب الصاخب مسلم البراك مع الاسف! الى المشادات الكلامية بين الاعضاء والشتم المتبادل والتنابز بالالقاب والتعيير بالاصل والفصل والسلوك الاخلاقي!
هذه الأمور لا يوجد اي عقوبة عليها في اللائحة الداخلية ولا في القوانين.. ويعالجها رئيس الجلسة برفعها لمدة محددة (حتى يطيح اللي برأس نواب الصراخ والهيجان!).. ورفع الجلسة عقوبة تلحق بالمجلس واعماله وتصيبها بالتعطيل، اما النواب «البيعارية» فهم صاغ سليم! لم يمسهم ضر او اذى، مع انهم اصابوا مشاعر المواطنين والناخبين والمراقبين بالاذى البليغ؟ لذا قامت الديموقراطيات العريقة، وليس ديموقراطيات الصحراء والقبائل والطوائف مثلنا، بالتفكير بعدة اجراءات حاسمة لاعادة الانضباط الى جلسات برلماناتها.. مجلس العموم البريطاني هو اعرق المجالس الديموقراطية في العالم يعاني ازمة عدم انضباط ايضاً، مثلما نعاني في الكويت من بعض اعضاء مجلسنا الذين تخصصوا بعدم الانضباط.. بعض الصحف البريطانية.. مثلما تقوم به صحافتنا من نقد تشبه هذه الصحف، ما يحدث في البرلمان من مشاحنات بمشاحنات «بن.ش اند جودي» وهي اشهر شخصيات الاراغوز الصاخبة.. يعني مثل «نجرة ام عليوي وابوعليوي»! من بين اعضاء ملجس العموم اعضاء «مسلَّميون» اي اعضاء يتميزون بقوة الحناجر والصياح.. وتلك الضوضاء الصوتية التي يصدرونها يقول عنها جون بيركو، رئيس مجلس العموم البريطاني «ذلك الصياح الذي تعتبر اصوات البوق الذي استخدمه مشجعو جنوب افريقيا في تشجيع فريقهم في المونديال الاخير بمنزلة همس بالنسبة اليه»! بيركو الذي تقع على عاتقه مسؤولية حفظ النظام والحفاظ على سير النقاش في المجلس بسلاسة ومن دون مشكلات، بدأ يطالب أخيرا باعتماد وسائل نظامية في البرلمان لمواجهة «شغب النواب» في القاعة، وذلك بأن يكون له الحق في استخدام انذارات وعقوبات رادعة بحق اولئك المزعجين. «بيركو» يقترح أن يكون لرئيس الجلسة الحق باستخدام وسائل على غرار البطاقة الصفراء (بالانذار) والحمراء (بالطرد) من القاعة اذا ما تمادى العضو في صراخه وازعاجه للآخرين في الجلسة! وبيركو محق في كل ذلك فقد وبخ أخيراً احد الاعضاء لوصف العضو احد الوزراء «بأنه قزم مثير للشفقة».
وكان احد الاعضاء هاجم منذ ايام بيركو نفسه، واصفاً اياه بأنه قزم وغبي (عندنا وعندكم خير!)، وهي اهانات متداولة في البرلمان البريطاني منذ سنوات حتى وقتنا الحالي. عندما فكر رئيس البرلمان بهذه العقوبات.. ومنا الى الرئيس جاسم الخرافي ومكتب المجلس، فنحن أشد ما نكون حاجة الى نظام البطاقات الصفراء والحمراء لبعض نوابنا التي لو طبقت «ما راح نشوفهم دوري كامل» لكثرة شغبهم!!
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
علي أحمد البغلي
تعليقات