كان علينا الاستفادة من الغزو لتطوير مجتمعنا والمحافظة على وحدتنا الوطنية، ولكننا أصبحنا نسبح عكس التيار، برأى مشعل الفراج الظفيري

زاوية الكتاب

كتب 646 مشاهدات 0


 
مشعل الفراج الظفيري / إضاءة للمستقبل / ذكرى أليمة ... ووحدتنا الوطنية
 
برغم أنها ذكرى أليمه على قلوبنا جميعاً، وخصوصاً من فقد عزيزاً من أهله أو أصحابه، إلا أنها كانت جميلة في كثير من المواقف التي نذكر منها بكل الفخر والاعتزاز كيف تلاحم الشعب الكويتي على اختلاف مشاربه، فلم نجد فجوة بين السني والشيعي، أو البدوي والحضري، وكانت وحدتنا الوطنية هي الأرض الصلبة التي بنيت عليها المقاومة الكويتية، ولن ننسى كذلك المواقف المشرفة للمقيمين على هذه الأرض الطيبة الذين حاولوا بشتى الطرق رد الدين للبلد الذي أكرمهم، وأما أهلنا الكويتيون البدون فقد ذادوا عن الكويت باعتبارها هي بلدهم فضحوا بالغالي والنفيس، فاستشهد منهم من استشهد، وأسر بعضهم الآخر، ولم يفكروا وقتها بالجنسية أو غيرها، ولكنها الفطرة التي فطروا عليها، فكثير منهم ولد على هذه الأرض الطيبة ولم يفكر الجندي البدون أنه يتقاضى راتباً على عمله فقط، كما ادعى البعض وحسبنا الله ونعم الوكيل، وكم يؤلمنا عندما نسمع عن محاولات البعض لشق الوحدة الوطنية، والمؤسف أيضاً تعامل الحكومة مع ملف البدون وعدم حسمها له مع أن الأمور واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار... فهل هناك أطراف مستفيدة من هذا التعقيد؟
وفي ذكرى الغزو الصدامي الغاشم أقول ان الحكومات لا تصنع الدول ولكنها الأمم متى توحدت وتكاتفت فهي القادرة على صناعة الدولة، فالحكومة والمجلس لا يأتيان إلا من رحم الأمة، وقد ضربنا مثالاً يحتذى به في التكاتف والتعاضد خلف قيادتنا السياسية عندما أصر أهل الكويت على أسرة الصباح كأسرة حاكمة رغم محاولات المحتلين على إرغام الكثيرين الدخول في حكومة تسير أمور البلد، ورأينا القوى السياسية عندما اجتمعت في جدة وجددت الولاء لأسرة الصباح كأسرة حاكمة، ولم يفشل الكويتيون في إدارة أمورهم الحياتية أثناء الغزو كما توقع البعض فكانوا بالفعل خير من يعتمد عليه.
وكان حرياً أن نستفيد من هذا الغزو لتطوير مجتمعنا وأن نحافظ على وحدتنا الوطنية، ولكننا أصبحنا نسبح عكس التيار، لأنه مع كل أسف، وأقولها بصراحة، ان الحكومات المتعاقبة في أغلب الأحيان لم تقرب النصوح الأمين ولكنها قربت بعض المخادعين والدجالين الذين لا هم لهم سوى مصالحهم الشخصية، ونحن المواطنون كذلك فأغلبنا أصبح يغني على ليلاه حتى أصبحنا لا نعرف إلى أين نسير فسقطت مبادئنا وقيمنا، وسقطت معها كل الأساسات التي يقوم عليها مجتمع متطور، فإما أن نبقى على ما نحن عليه وإما أن نفكر جميعاً بالمصلحة الوطنية وأن نسعى لبناء مجتمع متطور تتطور معه جميع مؤسساتنا المدنية، وأن يكون لدينا احترام مطلق للقانون ليكون هو الحكم بيننا فالكويت باقية ونحن زائلون، فلو حاولنا جمع مال قارون فلن يدخل معنا القبور فلا فرعون نفعه تكبره، ولا الفراعنة صحت نظريتهم عن الخلود.
إضاءة: إننا أهنا الدستور ومواده في كثير من الممارسات فضاع الحق وأصبحنا نعيش حالة طويلة من العتمة، وأسأل الله أن ينير بصيرتنا حتى نعرف الحق فنكون من أهله... ودمتم.


مشعل الفراج الظفيري

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك