لم نستفد شيئا من سحابة الصيف التى مررنا بها قبل 20 عاما، صارت الكويت دول.. دولة البدو ودولة الحضر وجمهورية للسنة والاخرى للشيعة! مشاري العدواني

سحابة صيف! 
 
كتب مشاري العدواني
 
يوم أمس وبالتحديد عند الساعة الثانية عشر والنصف ظهرا هطلت كمية من الامطار لابأس بها لمدة 5 دقائق في المناطق الجنوبية واستمر تجمع الغيوم والسحب وعشنا بجو جميل لساعات معدودة ذكرّتنا تلك اللوحة الربانية بالشتاء واجوائه الممتعة.. ولكن سرعان ما انقلب الحال وهلت الرطوبة ومعها لواهيب شهر أغسطس!
لنكتشف بأن اجواءنا كانت عبارة عن.. سحابة صيف وهي نفس الجملة التي رددها اهل الكويت قبل 20 عاما قبيل الغزو العراقي الغاشم!
فلقد كان الطيبون من أبناء شعبنا يرددون بأن الخلاف ما بيننا وبين العراقيين هي سحابة صيف وستزول ولكننا خدعنا وطلعت السحابة الصيفية كارثة لا مثيل لها!
واليوم وبعد 20 سنة ماذا استفدنا من تلك السحابة؟!
صفر على أي شمال! بل حتى الصفر له قيمة عند جميع حكومات وسياسي العالم إلا احنا فالمليارات لا قيمة لها عندنا!
صارت الكويت دول.. دولة البدو ودولة الحضر وما بين تلك الدولتين امارات تتوحد عند الطائفية فتصبح جمهوريات واحدة للسنة والاخرى للشيعة!
بكل مرارة وبكل أسى من أوصلنا لهذه المرحلة هي الحكومات المتعاقبة منذ التحرير الى الحكومة الحالية!
لانها حكومات لم تتعلم الدرس حكومات لم تستفد من تجربة الغزو بأي شيء إلا بالأغاني وخطابات المجاملات لباقي شعوب الارض وحكوماتهم فصار الغزو مناسبة بروتوكولية نستحضرها عند لقائنا بأي مسؤول لأي دولة شاركت أو ساهمت بحرب تحرير الكويت!
لقد اختصر جميع رؤساء وزرائنا المتعاقبون الغزو العراقي بالجملة التالية:
سعادة رئيس دولة «...» إن دولة الكويت حكومة وشعبا لن تنسى موقف بلادكم وشعبكم اثناء محنة الاحتلال العراقي لبلدنا وموقفك الداعم لقضايا الكويت بجميع المحافل الدولية!
فعلا نحن لم ننس مواقف الاشقاء والاصدقاء بالغزو العراقي للكويت.. ولكننا نسينا مواقفنا وتلاحمنا ونضالنا وكفاحنا كشعب كويتي بالغزو العراقي!